|
رؤيـة اذا هي غير معروفة على صعيد الترجمة، الا في مساحة ضيقة، وكما لم نجد رواياتها مترجمة الى العربية في المكتبات الالكترونية، ايضا هي غائبة في المكتبات العربية، وحتى عالميا باستثناء اللغة السويدية، وبعض الترجمات الى الانكليزية...! هكذا نبشتها نوبل لنا، لنتعرف ليس على كاتبة فحسب، بل على نوع ادبي مختلف، لايعتمد الخيال، بل السرد الواقعي، على لسان شخصيات عايشت الحدث، فتنقل الكاتبة الحالات بجمالية.. انها تعيد بناء اللغة المحكية، تعيد تركيب أقوال الشخصيات التي تلتقيها، تقول: «لا أبدل الجُمل أبداً. بيد أنني أحياناً لا أحتفظ إلا ببعض الكلمات التي أستلّها من صفحات حوارات طويلة. ألتقي بمئات الأشخاص، وربّما هناك شخص واحد بين عشرة أشخاص، أجد الكتاب لديه». في رواياتها (الحرب لاتشبه المرأة، زمن الاشياء المستعملة، أبناء الزنك، صلاة تشيرنوبل). وكأنها تعيد للحياة أصواتا تنطق للمرة الاولى، وهي في أشد حالات بؤسها، مركزة على الانسان البسيط، رجل الشارع العادي، مخالفة كل تصور يمكنه أن يرى أن الحكاية ترى عن بعد...! تؤرخ لعواطف البشر في أشد حالات البؤس، وهم ضمن الحروب والكوارث على لسان الابطال الحقيقيين للحرب، تنبش ماخفي في تلك الحروب والكوارث، مرسخة النظرات المروعة للضحايا.. وحشية الحروب التي نعاصرها حاليا، حولتها الكاتبة الى ثقب في الذاكرة يمتلئ بصور القتل والتشويه، وتضطرب معه كلية الحياة..! انها تدلنا على نوع أدبي يرصد الواقع الكارثي- المرعب.. بطريقة أبعد من أي تصور أو خيال.. هو لايجعلك تنتظر قراءتها فحسب، بل لعلنا نتعلم من تلك الاصوات كيف نتريث قبل ان تنسل الكارثة أرواحنا.. ونحن أحياء! |
|