تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الهجرة بالعدوى

عين المجتمع
الاثنين 26-10-2015
غصون سليمان

يبدو أن السفر بالعدوى أصبح موضة شيطانية ولدتها الرغبة اللامسؤولة عند بعض المتمردين على الحياة في وطن كان ومازال وسيبقى موئل الإنسانية ومقصد كل من جارت عليه نوائب الزمان ....في سورية فضل العديد من أناسها المهجرين من مناطقهم وديارهم بفعل الإجرام والإرهاب ،

البقاء ولو بجوار جذع شجرة سورية شلخت رياح الحقد أغصانها وبعثرت أوراقها لكنها لم تستطع أن تقتلعها من أرضها وأعماق جذورها ..‏

فيما وسوست الأصابع الخفية حبال الصيد في شبكات الظل والموت المتنقلة في نفوس البعض الآخر، وهي تغزل في محراب المصيبة والفجيعة الإغراءات السطحية التي تخبئ في جوفها الويلات عبر بضاعة التهريب وماركة المهربات من القطع البشرية والأثرية والقيمية ..‏

فكانت الفضيحة التي أغرقت ضعاف النفوس في شرك نوازع الهجرة غير الشرعية والسفر المحفوف بالأحلام والآمال الكاذبة التي سوقها أعداء الشعب العربي السوري للنيل من كبريائه واستقراره وأمانه..‏

إحدى السيدات سمعتها تقول بكل صراحة ووضوح لزميلتها وهما يتجاذبان أطراف الحديث في إحدى وسائل النقل العامة لأكثر من نصف ساعة ..(أنا موظفة في القطاع العام وراتبي جيد وأموري ممتازة وأعيش في منطقة آمنة وهادئة لكن زوجي المهاجر بطريق ملتوية يريد مني الالتحاق به شئت أم أبيت وكل يوم يسمعني معزوفة الملل والقرف التي امتهنها على مدار اليوم ..وعند سؤال زميلتها التي تعاني هي من هجرة بعض أهلها إلى مناطق مختلفة خارج الحدود ،عن تكاليف السفر وغيره من طرق الاحتيال ..‏

كان الجواب أن الملايين تفعل فعلها عند المشوشين أخلاقيا والمشكلة ليست بالأموال بل بضعف الإرادة والانتماء الوطني وحجم الإغراءات المادية والمعنوية التي تجعل البعض ينساق غرائز دون تفكير، انه أصبح كالسلعة تباع وتشرى وعندما يصبح المرء كذلك لاشك أنه يخضع ذكرا كان أم أنثى لبازار امتهان فعل أي شيء في حظيرة الإجرام والإرهاب وتأجير الضمير ولكم مايجري في سورية العبرة والبرهان ..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية