|
معاً على الطريق إنها مسيرة المواجهة السورية مع الإرهاب وقوى البغي والعدوان، تلك المسيرة المستمرة منذ مئات السنين، والمتبدية بوضوح وجلاء منذ العدوان الأميركي على العراق، والمنفذة بدقة منذ العدوان الغربي الإرهابي على سورية قبل أكثر من أربع سنوات، فبعد سلسلة العداء المتواصل سقطت جميع ذرائع المؤامرة، وفشلت كل محاولاتها، وتراجع تأثير الأكاذيب والروايات الإعلامية، وبانت الفتاوى التلفيقية بصورة نهائية، وتراجع العالم الغربي عن رؤاه المسبقة، وبقي الحاقدون وحدهم في زاوية الظلمة، يرقبون سير القافلة وهي تحث خطاها بثبات وعزيمة، دون أن تلتفت لكل الأصوات النشاز الصادرة من الرياض وأنقرة وغيرهما. الصورة اليوم شديدة الوضوح، وواقع الحال يختلف عما كان عليه قبل خمسة أعوام، فالظرف الذي كانت فيه واشنطن تسيطر على إيقاع خطوات الأمم المتحدة وأمينها العام ومنظماتها المختلفة، والوقت الذي كانت فيه تقرر مصير حكومات ودول ومجتمعات، والواقع الذي كانت ترسم فيه حدود التحالفات ما بين القوى ولى إلى غير رجعة، مع انتهاء عصر القطبية الأميركية وبروز قوى عالمية فاعلة كروسيا والصين اللتين استعادتا دوريهما اللذين تراجعا في ظروف تفكك المنظومة الشيوعية ومحاولة فرض واقع العولمة الأميركية على شعوب الأرض كلها. هذا الواقع الجديد بجميع مكوناته الإقليمية والدولية بعد العامل المحلي يفرض شروطه على شكل الحل المنتظر للخروج من الأزمة في سورية، فكل العوامل والظروف والمتغيرات الدولية تحمل على أكتاف جنود الجيش العربي السوري البواسل الذين صمدوا صموداً أسطورياً ساعد الحلفاء في كل من موسكو وبكين من اتخاذ مواقف داعمة، فضلاً عن النموذج التفاوضي بين طهران والغرب الذي قدم برهاناً جديداً على إمكانية حل أصعب وأعقد المشكلات عبر التفاوض المستند إلى ميثاق الأمم المتحدة والقوانين والاتفاقيات الدولية والإقرار بالمصالح الخاصة لكل دولة من الدول، فالمقدمات كلها كانت تعني الصمود والتمسك بالحقوق، وعدم التنازل عن الحق في السيادة الوطنية، ما يؤدي في النهاية إلى حتمية الانتصار المرتكز إلى الحق والقوة. ورغم وضوح المشهد الدولي والمحلي فإن محاولات آل سعود وآل عثمان ما زالت تراوح مكانها خارج دائرة الفهم السياسي والتاريخي والواقعي، فيطلقون تصريحات غبية تحمل كل أشكال التدخل بالشؤون الداخلية، وتتبنى الإرهاب، وتعكس أحقاداً دفينة لا تنتهي، ولا تفهم المتغيرات والمستجدات الدولية، ولا تستجيب للحكمة والعقل، فتقع في شرور أعمالها، ولا تتعظ أو تستفيد. أما مسيرة التوافق السياسي المحمول على التنسيق العسكري ما بين القوات الجوية الروسية والقوات البرية السورية، فإنها تمضي / وإن كانت ببطء/ في الاتجاه الذي يدخل السوريين في مسار سياسي وحده المخرج لكل حر وطني شريف يؤمن أن قافلة الحل تواصل مسيرتها ولا تلتفت إلى الأصوات النشاز من أي جهة أتت. |
|