تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


آل سعود على عرش المصيدة

حدث وتعليق
الأثنين 26-10-2015
عزة شتيوي

لم أعرف يوماً في تاريخ السياسة قوماً بارعين في صناعة مصائدهم السياسية كما هم آل سعود، حيث يجب أن يفتح كتاب غينيس صفحات لاستقبالهم كأصحاب أكبر رقم قياسي في نسب الغباء السياسي.

بكامل بلاهة سلفه وما ينتج عنها من توقع المورثات لخلفه خرج الجبير من البوابة المصرية يبحث عن بضع سنتيمترات دبلوماسية لدور بلاده بالأزمة في السورية بعيداً عن دور آل سعود الأول في دعم الدواعش وسواهم وإذا به ينصب بكلماته مصيدته السياسية ويتربع بداخلها منتظراً أن يصفق لسموه كل أغبياء الكرة الأرضية حينما فاقهم الجبير غباء..‏

جبير وبعد الاجتماع الرباعي مع روسيا وتركيا وأميركا في فيينا وبعدما فتحت موسكو للرياض باب القاهرة ليدخل آل سعود في التسويق السياسي بشأن الأزمة في سورية وينهوا دعمهم لربيبهم الإرهابي الذي يتهاوى في الميدان السوري تحت الضربات العسكرية المشتركة لروسيا وسورية جبير بعد كل هذا وجد أنه ثمة بعض التطابق بين الرياض والقاهرة لكنه عاد وتشبث بما رفضته دمشق وموسكو وطهران وحتى مصر سابقاً وبات النظام العالمي المولود على اليد السورية يرفضه وهو السماح بالتدخل بالشؤون الداخلية للشعب السوري وكافة الشعوب ورجع يعيد إلى أسماعنا نشاز نظام آل سعود عن تغيير في سورية على المستوى الرئاسي.‏

لم يستوعب آل سعود حتى هذه اللحظة أن النظام العالمي تغير وأن الجديد لن يسمح لمملكة لا تعرف صناديق الاقتراع أن تزج حقدها في صناديق اقتراع دول مستقلة بل إن الجبير لم يكتشف بعد أن مبعوثه الإرهابي المتسلل إلى الحدود السورية يحترمه وشارفت صلاحيته على الانتهاء وبأن سورية استطاعت قلب الطاولة الدولية القديمة وإعادة توزيع الأدوار العالمية وإن هذا التوزيع الجديد سينعكس على الملف السوري.‏

لا يستطيع آل سعود أن يرتقوا إلى مستوى الحدث لذلك يراوحون في كلماتهم بينما تسوقهم التطورات في الرسن كإبلهم وبعيرهم إلى الغرف السياسية الدولية هناك حيث يقفون في الخارج ينتظرون.. ونحن بدورنا ننظر إليهم حيث للسياسة نكتها أيضاً.. وفي مكان آخر نكتة أخرى كأن يقبل الجيش الحر بالتفاوض في القاهرة.. هنا يترقب السوري ليعرف لأول مرة من يمثل هذا الجيش الحر البغدادي.. أم خليفة آخر يُصنع في غرف الاستخبارات الغربية..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية