تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الخارج يغلق صناديقه ..و قلق إخوانـي من قلب الطاولة على الرؤوس...أردوغان إلى طـربوش الانتخابات المبكرة

الثورة- رصد وتحليل
أخبار
الأثنين 26-10-2015
يسعى رجب طيب أردوغان الإخواني المناور أن يتلاعب بإرادة الشعب التركي الذي رفض توجهاته الإخوانية وانحيازه المعلن للتيارات المتطرفة بخدعة جديدة، وهي الانتخابات المبكرة، لعله ينجح فيما فشل فيه في الانتخابات السابقة.

أردوغان الذي كان له الباع الأول والطويل في دعم حركات التطرف وتغذية الإرهاب في المنطقة وتصديره إلى دول الجوار، والسعي إلى خلق فوضى تعم منطقة الشرق الأوسط رغبة في تحقيق طموحاته العثمانية ونزولاً عند أوامر أسياده في واشنطن، يحاول عبر كذبة الانتخابات المبكرة هذه التي يبدو أنها حلم أردوغان الأخير، إعادة ما فقده بعد هزيمته المدوية في الانتخابات الأخيرة التي حصلت في حزيران الفائت وما جلبتها من نتائج حرمته من حلمه في تشكيل حكومة بشكل منفرد يواصل عبرها طغيانه وإرهابه على الصعيدين الداخلي والخارجي.‏

حيث كانت نتائج الانتخابات البرلمانية التركية في حزيران الماضي مبهرة ومثيرة وأتت كالصاعقة القوية التي أصابته وحزبه الإرهابي بدوار الخيبة والهزيمة.. فحزب (العدالة والتنمية) الذي حكم البلاد منفردا لزهاء ثلاثة عشر عاما خسر الأغلبية المطلقة وإن ظل في المقدمة، بينما حصد حزب الشعوب الديمقراطي للمرة الأولى على ١٣٪، فيما تقاسم باقي المقاعد حزبي الشعب الجمهوري (العلماني) الذي جاء ثانيا وحزب الحركة القومية (يميني قومي) الذي حصل على المركز الثالث في ظل نسبة مشاركة بلغت ٨٦٪ وهي الأعلى أوروبيا وضمن الأفضل عالميا، وهو ما اعتبر أردوغان تقويضاً لأحلامه الإخوانية، والتي دفعت به إلى إعلان إجراء انتخابات تشريعية مبكرة في تشرين الثاني المقبل، مرجعاً السبب في ذلك إلى فشل الأطراف السياسية في التوافق حول تشكيل حكومة اقتسام سلطة.‏

الانتخابات المبكرة تشعل مخاوف قيادات «الإخوان»‏

سلط إعلان تركيا إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، الضوء على تأثير هذه الإجراء على تواجد قيادات الإخوان في اسطنبول، خاصة في ظل تخوف إخواني من أن تشهد الانتخابات انخفاض لشعبية حزب العدالة والتنمية، التابعة لرجب طيب أردوغان، مقابل حزب الشعب الجمهوري الذي يعارض تواجد قيادات الجماعة بتركيا.‏

من جانبها لم تعلق جماعة الإخوان الإرهابية، أو قياداتها بتركيا على هذا الإجراء الجديد، والذي ظلت الجماعة تخشى حدوثه ، في ظل التطورات التي يشهدها الجانب التركي، من عمليات إرهابية، ولكن أكد خبراء بالشؤون الدولية، بأن إجراء انتخابات مبكرة بتركيا يعد ضربة كبرى للتنظيم تؤثر بشكل كبير في تواجد قياداته لاسيما إذا حصل الحزب المنافس للعدالة والتنمية على الأغلبية.‏

مغامرة قد يدفع أردوغان ثمنها‏

أعلن مراقبون أن إعلان رجب طيب أردوغان، عن عقد انتخابات برلمانية مقبلة، هي مغامرة قد يدفع الرئيس التركي ثمنها في المستقبل، موضحين أن أردوغان يسعى من خلال إعلان إجراء انتخابات برلمانية مقبلة أن يحصل حزبه العدالة والتنمية على الأغلبية الساحقة التي تمكنه من تشكيل حكومة بشكل منفرد.‏

اختتام عملية الاقتراع في الخارج‏

اختتمت يوم أمس عملية الاقتراع في الانتخابات النيابية التركية المبكرة في الخارج، فيما يستمر الاقتراع في المعابر الحدودية التركية حتى الأول من تشرين الثاني.‏

وكان المغتربون الأتراك، قد واصلوا يوم أمس، الإدلاء بأصواتهم في تلك الانتخابات المبكرة في الخارج، حيث توجهوا إلى مراكز الاقتراع في الصين وأذربيجان.‏

واستقبلت السفارة التركية في بكين، وقنصلياتها في شنغهاي وغوانغ جو وهونغ كونغ، الناخبين اعتباراً من الصباح.‏

وفي أذربيجان توجه الناخبون إلى السفارة التركية في العاصمة باكو، والقنصليتان في كل من مدينتي نهجيوان وكنجه، للإدلاء بأصواتهم. ويوجد 7 آلاف ناخب تركي مسجل في أذربيجان.‏

وتشهد تركيا في الأول من تشرين الثاني المقبل، إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، بعد فشل مفاوضات رئيس الوزراء، أحمد داود أوغلو، لتشكيل حكومة ائتلافية مع حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية، عقب فوز حزبه في الانتخابات، التي جرت في 7 حزيران الماضي، بأغلبية لا تمكنه من تشكيل حكومة بمفرده.‏

حينما يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع الأسبوع القادم، فإن العالم سيتابع كيف ستكون نتائج انتخابات البرلمان الذي سيحدد مصير الحكم في الدولة التي اقترب تعداد سكانها من الثمانين مليونا وشهدت انتخاباتها الصيف الماضي نتائج غير متوقعة منعت أي حزب من الحصول على الأغلبية اللازمة لتشكيل الحكومة أو لتعديل الدستور وأجبرت الجميع على التفاوض لتشكيل حكومة ائتلافية.‏

متغيرات المشهد بين فترتي الانتخاب‏

خلقت الانتخابات النيابية واقعاً سياسياً مختلفاً فقد فيه حزب العدالة والتنمية الغالبية البرلمانية التي تمتع بها منذ بداية الألفية الجديدة، فزرع الارهاب وحاول منع تشكيل حكومة ائتلافية ، ما أدى حكماً إلى اتخاذ القرار غير المفاجئ بالذهاب إلى انتخابات مبكرة أوائل تشرين ثاني القادم.‏

إلا أن المشهد التركي بدا يزدحم بالكثير من الأزمات، منها سياسي، ومنها أمني ومنها اجتماعي أضافت الكثير من توقعات هزيمة أخرى لحزب العدالة والتنمية، كما دخلت عدة عوامل جديدة دخلت في المعادلة السياسية بين حزيران الفائت وتشرين الثاني القادم موعد الانتخابات القادمة منها التهديدات الأمنية التي ارتدت بشكل عنيف على تركيا، تعرض أردوغان لانتقادات داخلية من حزبه بسبب سيطرته على الحملة الانتخابية للحزب في انتخابات حزيران الماضي، كما زاد الانقسام الداخلي بخصوص الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تركيا وهو ما يعد التهديد الأبرز لأردوغان وحزبه في الانتخابات القادمة، فقد أعلن مؤخرا مركز بي دبل يو البحثي الأميركي عن أحدث استطلاعاته في الداخل التركي وفقا لاستبيان جرى الربيع الماضي ويوضح حجم التراجع الذي يضرب تركيا، منها على سبيل المثال أن نسبة الرضى عن الديموقراطية التركية قد انخفضت إلى ٤٩٪.‏

تتعدد مآرب الأحزاب التركية الكبيرة من هذه الانتخابات وتتباين مصالحها وسط معطيات تشير إلى أن المستفيد الأكبر من هذه الخطوة سيكون اردوغان الذي فضل منذ إعلان نتائج الانتخابات السابقة الذهاب إلى انتخابات مبكرة عله يعيد شيئاً من خيباته وفشله وتعيده تلك الانتخابات المبكرة إلى أحلامه العميقة في توطيد الدولة الإخوانية والحصول على صلاحيات رئاسية اوسع.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية