|
الصفحة الأولى وصبيتها من ممالك ومشيخات على رؤوس الاشهاد.. ومحاولات اصدقاء سورية والساعين لانهاء الازمة فيها والحفاظ على سورية موحدة سيدة، تتأرجح بين الدعوات لتغليب لغة العقل وبين المبادرات الخجولة.. ومضت الايام بين هذا وذاك.. وسط ثبات الموقف السوري، وانجازات الجيش العربي السوري. وحتى الامس القريب لم يتغير شيء .. الى أن جاء اللقاء بين السيد الرئيس بشار الاسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. ليرسم الخطوط العريضة لاحداث المنطقة.. وليفرد جميع الاوراق الروسية على الطاولة.. ويرسل بالعديد من الرسائل الى جميع من يهمه الامر: أن سورية حليف وشريك.. ومحارية الارهاب فيها حق وواجب قانوني.. وبأن السيد الرئيس بشار الاسد هو الرئيس الشرعي الوحيد لسورية.. ومن يفكر بغير ذلك فهو واهم . ولأن الرسالة كانت بلغة بليغة لا مجال فيها للتأويل.. ولاحيز لمناقشتها.. أخذتهم الصدمة.. فركبوا منابر حقدهم وتحريضهم على روسيا من جهة، ورفع سقف مطالبهم ازاء قرار الشعب السوري من جهة اخرى.. وبلغ الامر بالبعض منهم الى الذهاب حد "التعملق" كما حصل مع وزير خارجية بني سعود عادل الجبير، والظن بأنه الآمر الناهي.. فتحدث عما يجوز ولا يجوز.. ومن يحكم ومن يغادر.. متناسيا بأنه لا يحق له ولا لامثاله التحدث عن حريات الشعوب وخياراتها.. وهو من لا يعرف وملكه مجلسا برلمانيا.. ولا صندوقاً غير صندوق دعم الارهابيين. لا شك ان الازمة في سورية.. ولّدت ازمات جمة.. ولا نقصد الازمات الاقتصادية والاجتماعية وخلافها.. بل ازمة امتطاء بعض المراهقين مجال السياسة والدبلوماسية.. فظنوا بوقوفهم الى جانب الكبار انهم باتوا كباراً.. وهم في ذلك معذورون، لظنهم ان تاريخ الدول يقاس بمدى امتلاكها دولارات.. لقد رسمت دمشق وموسكو خطوطا لا يمكن لأحد تجاهلها او تجاوزها.. ومدت جسورا لابد من المرور عبرها لايجاد حل للازمة في سورية.. حيث الشعب السوري هو صاحب الكلمة الفيصل في تقرير مصيره.. |
|