تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شأن مجتمعي..؟

حديث الناس
الأثنين 26-10-2015
إسماعيل جرادات

يعتبر مفهوم المشاركة المجتمعية أكثر اتساعاً من أي مشاركة، حيث يتقاسم فيه الشركاء من أطراف المجتمع الأدوار والمسؤوليات والمصالح المتبادلة وصولاً لتحقيق الأهداف المرجوة،

كما أن الشراكة المجتمعية تعمل على توثيق الروابط وتضافر الجهود والتنسيق بين الفئات المجتمعية في جو من التفاهم والتعاون وتبادل الخبرات والأفكار وتقاسم المعارف وتعزيز الثقة، وقد تصل إلى اندماج أنشطة ما وتكاملها من أجل إيجاد علاقات تعاونية فعالة تحقق الشراكة الكاملة.‏

والتربية باعتقادنا هي شأن مجتمعي، بمعنى أنه يجب أن يتشارك في انجاحها المعنيون من التربويين وأفراد المجتمع بكل شرائحهم، لكن على ما يبدو هناك فجوة بين من يعمل وفق منظور تلك العلاقة التبادلية، وبين من هو غير مقتنع بهذه الشراكة نظراً لوجود من يحاول استثمار هذه المقولة لمصالحه الشخصية «طبعاً هؤلاء قلة» على الرغم أننا نعيش أزمة خاصة فيما يتعلق بموضوعة الازدحام الحاصل في بعض المدارس وأيضاً في بعض المحافظات التي وفد إليها من هجروا من بيوتهم بفعل المجموعات الارهابية المسلحة.‏

مما تقدم نؤكد أن المؤسسات التربوية بمختلف هيئاتها وأدوارها تتداخل وتتأثر فيما بينها وبين الهيئات المجتمعية بغية تشكيل الشخصية للتلاميذ والطلاب، تلك هي المشاركة المجتمعية الفعالة التي ينبغي أن نطور من مفهومها كمضمون اجتماعي للحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع. وهذا ما تسعى اليه مؤسساتنا التربوية من أجل تأدية دورها الحقيقي إزاء المجتمع، وهذا يدفعنا للحديث عن مجالس الاولياء التي لا يعيرها الكثير منا أي اهتمام.‏

فمجالس الاولياء تعتبر أحد المؤسسات المجتمعية التي تسهم مساهمة فاعلة في تفعيل دور المدرسة، كونها منبثقة من أولياء الأمور، والقائمين على التعليم من المعلمين والمسؤولين من هيئة إدارية وتعليمية. فالمدرسة وسيلة أساسية لنمو المجتمعات، وتطوير تراثها وثقافتها الحضارية، ومواكبتها للمعطيات المعاصرة من تقدم علمي وتكنولوجي وثورة معرفية. وفي هذا المجال المدرسة بحاجة إلى رعاية كاملة من المؤسسات المجتمعية الأخرى للنهوض بها وتمكينها من فاعلية الأداء، وإحاطتها بالظروف المناسبة التي تكفل لها تحقيق رسالتها، وأيضاً حمايتها من التحديات الخارجية والداخلية، التي قد تعوق من أداء دورها الحقيقي.‏

كما أن هناك العديد من الدراسات التي تؤكد على أن العلاقة بين أولياء الأمور والمدرسة ما زالت محدودة لعدة عوامل، منها غياب الوعي الكافي لأهمية الدور الذي تقوم به هذه المجالس من جهة، واستغلال البعض لدورها في تحقيق مصالح شخصية من جهة ثانية، وندلل على ذلك بقيام البعض باستغلال موقعه والإساءة للعملية التربوية التعليمية دون الاخذ بعين الاعتبار ما تعانيه المدرسة من اكتظاظ في الصفوف نتيجة الأزمة التي نعيشها،‏

مما سبق يتضح لنا أن الشراكة المجتمعية لم تكن يوماً بعيدة عن مهامها وأدوارها الحيوية داخل المجتمع، لكن تطبيقها بحاجة لثقافة تبعد عن تطبيقها المصالح الشخصية لأننا أولاً وأخيراً نريد لنظامنا التربوي - وغيره من القضايا التي هي بحاجة لشراكة مجتمعية- ان يستمر بسويته التي جعلت منه نظاماً تعترف به كل مدارس وجامعات الدنيا.‏

asmaeel001@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية