تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بين العامة والخاصة..

حديث الناس
الأثنين 11-12-2017
اسماعيل جرادات

بداية تعرف التربية على أنها إحدى الوسائل ذات المضامين الإنسانية التي تهيئ فرصاً متكافئة للتلاميذ والطلاب على اختلاف مستوياتهم العقلية والجسمية والاجتماعية

بما يضمن التطور المعرفي لهم وتحقيق الأهداف المرجوة سواءً في المناهج أو الوسائل أو طرائق التعليم.‏

من هنا يبدو لنا الفرق واضحاً بين المدارس العامة والمدارس الخاصة، فالمدارس العامة تهتم بجميع التلاميذ والطلاب بغض النظر عن مستوياتهم العلمية والمعرفية، في حين ينصب اهتمام المدارس الخاصة بشريحة من الطلاب الحاصلين على درجات عالية، وهم بالأساس منتج المدارس العامة التي تتبنى منهاجاً تشتق منه الأهداف التربوية, وتتبنى طرائق تدريسية جمعية في المراحل التعليمية المختلفة.‏

ونشير هنا إلى أن المدارس العامة مجانية بما في ذلك الكتاب المدرسي حتى الصف التاسع الأساسي، أما الخاصة فكل شيء له ثمنه.. المدارس العامة معلموها ومدرسوها يتبعون دورات تأهيلية وتدريباً مستمراً على المناهج المطورة، أما الخاصة فأغلبية المدرسين فيها هم من خارج المنظومة التربوية الرسمية اللهم باستثناء البعض، طبعاً البعض الآخر هو بالأساس ممن كان على ملاك التربية.. المعلم والمدرس محترم ومصانة كرامته وفق القوانين والأنظمة وأيضاً التلاميذ والطلاب وأولياء الأمور، أما في الخاصة القانون يحدده صاحب المدرسة وفهمكم كفاية.‏

أمور كثيرة لا يمكن الخوض بها في هذه العجالة التي نتحدث فيها عن المدارس العامة والخاصة ، طبعا الكثير من أصحاب المدارس الخاصة لا يعجبه كلامنا هذا لأنه يتناسى، أو لنقل يتجاهل أن من يأتيه من الطلبة يفترض أن يكون حاصلاً على علامات تقل بقليل عن المجموع العام وإلا لا يمكن قبوله ومن يقل غير ذلك فنحن جاهزون لمواجهته.‏

وهنا نتوجه بالسؤال لأصحاب المدارس الخاصة: هل حصول الطالب على علامات عالية كان بمجهودكم لولا الحالة التراكمية التي حصل عليها خلال سني دراسته في المدارس العامة؟ ثم هل اطلعتم على النتائج التي تحققها المدارس العامة وخاصة أن من التحق بالكليات الطبية وكليات الهندسة بفروعها كافة هم من الدارسين في المدارس العامة؟ ثم من الشريحة التي تنتسب للمدارس الخاصة ويتم الاهتمام بها؟ أسئلة كثيرة قد تزعج الكثير من أصحاب المدارس الخاصة.‏

إذاً يبدو لنا الفرق واضحاً بين المدارس العامة والخاصة، فالعامة تهتم بجميع التلاميذ والطلاب بغض النظر عن مستوياتهم العلمية والمعرفية وشرائحهم الاجتماعية، في حين تهتم الخاصة بفئة الطلاب الحاصلين على الدرجات العالية ممن هم من شريحة اجتماعية لديها ملاءة مالية تخولهم التسجيل فيها، وهم بالأساس منتج المدارس العامة التي تتبنى منهاجاً موحداً لكل الفئات العمرية، أو صف دراسي تشتق منه الأهداف التربوية كما قلنا.‏

بكل الأحوال نحن لسنا ضد المدارس الخاصة، لكننا نضع بين يدي القارئ تلك الفروق التي نعتقد أنها على غاية من الأهمية، مع علمنا أن مناهجها لا تختلف عن مناهج المدارس العامة التي يتفوق الكثير من طلابها على طلاب تلك المدارس، ولنا في من التحقوا بمركز المتميزين العبرة فأغلبية دارسيه هم من طلاب المدارس العامة.‏

asmaeel001@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية