|
هذا جولاننا حباها مناظر خلابة..وأنهاراً عذبة وغابات من السنديان لا مثيل لها..حباها ينابيع تعيد الحياة لكل من يشرب منها.
الذاكرة الجولانية تنتقل بنا اليوم إلى قرية تتبع مدينة القنيطرة إدارياً، ذات مناخ جميل صيفاً وشتاء، تميز أهلها بحبهم ليس لبعضهم وحسب إنما لكل إنسان يفد إليهم، تلك هي طبيعتهم العربية الأصيلة..فيها آثار قديمة تعود إلى عهود الفترة البيزنطية..قرية كما قلت تميزت بشجر السنديان والبلوط..تعرفنا عليها قبل أن تحتل من قبل القوات الصهيونية الغازية عام 1967 يوم كنا طلاباً صغاراً، حيث كان معلم الجغرافيا والتاريخ لديه هواية التعريف وعن كثب بكل المناطق المحيطة بنا وتقع ضمن محافظتنا العزيزة..قريتنا اليوم هي قرية دبورة. تتبع إدارياً إلى محافظة القنيطرة، بلغ عدد سكانها نحو 550 نسمة، اعتمد سكان القرية في معيشتهم على تربية الماشية ونسج الثياب والصوف إضافة إلى زراعة البقوليات ومختلف أنواع الحبوب، تقع قرية دبورة في أرض تكثر فيها الأحراج وتنتشر فيها بوجه الخصوص أشجار السنديان والبلوط، ومن غرب القرية يبدأ وادي دبورة 40 كلم جنوب غرب مدينة القنيطرة، القرية بنيت قبل نحو 250-300 سنة بعد أن استقرت فيها قبائل من البدو والرعاة، حيث بنيت على عدة مراحل كان أكثرها قوة واستقراراً القسم الغربي من القرية، وللقرية تاريخياً جذور قديمة حيث وجدت فيها بقايا وآثار حضارية تدل على أهمية موقعها وتربتها ومكانتها إلى مراحل ما قبل التاريخ، وهذا ما تؤكده الأبنية القديمة التي وجدت وتضم ضريحاً قديماً وأحجاراً وأعمدة منتشرة في محيط القرية تعود إلى الفترة البيزنطية. في أوائل عشرينيات القرن الماضي اعتمد سكان القرية على بناء بيوت ثابتة بنيت بشكل لافت للانتباه حيث ضم المنزل ساحة داخلية كبيرة ومن حولها انتشرت غرف الضيافة وغرف النوم وغرفة الطعام، أما جدرانها فهي من الحجارة الكبيرة الحجم، قسم منها تمت زخرفته برسومات فنية وعلى أحد الجدران وجد رسم نسر منقوش على الحجر. تشتهر قرية دبورة بوادي دبورة وشلالاتها التي يبلغ طولها نحو 12 متراً، زارها المستشرق الألماني شومخر ووصف القرية بأنها تضم أحجاراً كثيرة مخصصة للبناء وتنتشر فيها الأشجار العالية وأشجار الصبار وقسم من منازلها مبني من الحجارة والطين والصفائح. أهل هذه القرية ينتظرون اليوم الذي يعودون فيه إلى قريتهم وإلى كل قرى جولاننا الحبيب وإن هذا اليوم ليس ببعيد. |
|