|
أخبار ما الذي أراده نتنياهو بهذه الرؤية المغرقة بعنصريتها وتطرفها واستخفافها بالحقوق والعقول والمواثيق الدولية؟.. وما الذي يعنيه خطاب كهذا مفعم بالتأكيد على التمسك بالاطماع الاسرائيلية والاستفزاز وادارة ظهر المجن لمتطلبات السلام..؟. السلام الأجوف المفرغ من أي مضمون والذي لا يحمل من السلام إلا الاسم فقط هو ما أراده نتنياهو, وهذا يجد التعبير عنه في تناقض كل ما حمله الخطاب من أفكار ومطالب ورؤى قاصرة مع متطلبات السلام الحقيقي المحددة بمبادىء الانسحاب الكامل وغير المشروط من جميع الأراضي المحتلة وضمان الحقوق الفلسطينية الثابتة في العودة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس بعيداً عن سيطرة اسرائيلية ووفق الفهم القانوني الدولي لمعنى الدولة. وحين يأتي الخطاب مناقضاً لهذه المتطلبات التي توافق عليها المجتمع الدولي وشكلت شرطاً لا غنى عنه لحل الصراع بالسلام, فإنه يشكل تحدياً صارخاً للإرادة الدولية المجمعة على أن السلام في المنطقة مصلحة دولية لا يحق لأي قوة العبث به, مما يكشف حقيقة أن اسرائيل لا تريد سلاماً حقيقياً يعيد الاستقرار والأمن للمنطقة ويوطد السلام الدولي, وأنها هي وليس غيرها ممن اتهمهم نتنياهو كذباً بعرقلة السلام من يجهض آمال السلام ويحبط كل مسعى مخلص لبنائه على أسس العدل والحق والشمول. بعد هذا نسأل: هل تترك اسرائيل تمارس هذا الموقف المتناقض مع جهود السلام ومتطلبات تحقيقه أم أن المجتمع الدولي معني بفعل ما يجب فعله لحملها على التخلي عن هذا الموقف الذي سيكون لتداعياته في حال استمراره اخطار مهددة للسلم والأمن الدوليين!؟ فتح الأبواب التي أغلقها نتنياهو أمام السلام وكسر التحدي السافر الذي حمله خطابه, يستوجب من المجتمع الدولي التحرك بخطوات وتدابير عملية ليس أقلها رفض الخطاب والمطالبة بالرجوع عنه وإخضاع اسرائيل لبنود الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة التي تقضي بعزلها وقطع كل الاتصالات معها وتجبرها على إنهاء احتلالها للأراضي العربية بوصف رفضها للسلام مصدر تهديد للسلم والأمن الدوليين لا يمكن ردعه إلا بمثل هذه التدابير. |
|