|
ثقافة تعود الحكاية إلى الشهر الأول من عام 1946 حيث لم تكن انكلترا قد تعافت بعد من عقابيل الحرب العالمية الثانية.. جولييت روائية شابة كان همها البحث عن موضوع تملأ به صفحاتها البيضاء، وكانت قد جذبتها حينذاك رسالة آتية من رجل غامض يعيش في جزيرة غيرنيزي (الجزيرة التي نفي إليها فيكتور هيغو) لتبدأ بينهما مراسلات أثمرت فيما بعد كتاباً حمل عنوان «نادي الأدب لهواة قشر البطاطا» من منشورات دار نيل وهي رواية في أدب الرسائل وفيها وصف لجزيرة غيرنيزي، السكان، المكان وهو أرض بعيدة آلاف الأميال ،كما يضع بين أيدينا صوراً عن بطاقات بريدية دون إغفال الحبكة ككل رواية ، وبذلك نجح المؤلفان في تكريس الجانب التاريخي للجزيرة كاملاً بأسلوب ساحر وطريف إلى حد الغرابة, فهناك قصة حقيقية حول فطيرة صنعت من قشر البطاطا بالطعم اللذيذ، ويبدو أن الاحتلال الألماني كان قد منع صنعها.
هي أول رواية تكتب بأربع أيادٍ : يدي ماري آن شيفر التي رحلت عن عمر أربعة وسبعين عاماً وابنة أختها آني باغوس. ماري عملت أمينة مكتبة في مخزن لبيع الكتب، أما ابنة أختها فكانت تكتب قصصاً للأطفال. أما نجاح الرواية فكان قيد الرهان، لكن عنوان الرواية الانكليزية مثير للفضول وفيه دعابة بريطانية لا تتناسب بالضرورة مع الذوق الفرنسي ومع ذلك جاءت الإشارة الأولى فأل خير، حيث بيع مليون نسخة من الكتاب في انكلترا، أما الإشارة الثانية فهي أن الرواية جذبت القراء بموضوعاتها الغريبة وأسسوا حلقات نواد لهواة قشر البطاطا في كل مكان حتى وصل الموضوع إلى السلسلة التعليمية للغة الانكليزية في جامعة كامبريدج المعروفة باسم(face Book) ، كما جاءها دعم مميز من الكاتبة المعروفة آنا كافلدا والتي كتبت بخط يدها على الشريط الأحمر للرواية «بالمطلق هي رواية رائعة» لتصل المبيعات إلى مليون نسخة ، كما أضيف على الصفحة الداخلية للغلاف «هي غريبة كعنوانها ، جذابة وطريفة تجذب القارئ بشكل غير معقول وهي رواية غريبة لم نقرأ مثلها، تدفعنا لأن نتبادلها وبسرعة من يد إلى أخرى». أما الجمهور الفرنسي فقد أحب هذا اللون المدهش المركب من البطاطا والمقاومة التي جاءت عبر الكتب بعبارات رقيقة، أيضاً طبع منها مئة ألف نسخة وبعد ثمانية أسابيع لا تزال من بين الروايات الأولى في قائمة المبيعات. الفطيرة الانكليزية لاقت أيضاً تذوقاً عالمياً ، إذ تمت ترجمة الرواية التي حملت عنوان النادي الأدبي لقشر البطاطا إلى حوالي عشرين لغة. |
|