|
ثقافة وتحدثت المحاضرة هيلين عن نتائج العمل الذي قامت به البعثة منذ العام 2004 والتي أفضت إلى تجهيز صالة في متحف تدمر مكرسة لعرض مجموعة استثنائية: الأعمال المرمرية المعمارية من العصر الروماني التي اكتشفت في عام 1975 في موقع فندق ميريديان السابق منذ ثلاثين عاماً وقد جالت هذه القطع (أقنعة مسرحية ورؤوس شهوانية الطابع) معارض دون أن يؤخذ بالحسبان سياقها التزييني والمعماري وهي غير معروفة السياق الهندسي الذي استعملت به ضمن خزائن سبع، منها ما علقت على جدار المتحف وبعض هذه العناصر معروضة في الفيترينات وحوالي 60 صندوقاً مخزناً ومنها ما وضع في متحف حمص. ولكن فندق المريديان دمر الموقع ككل ومع ذلك بقيت بقايا نبع أفقا الذي جف اليوم حيث مازال موجوداً فيه سلم للوصول إلى النبع وعلى بعد 50 متراً إلى الجنوب الشرقي أظهرت التنقيبات غرفتين من مبنى غير معروف الوظيفة وضمنها وجدت هذه المجموعة وقدمت لنا عام 1975. والعمل الذي قامت به ثلاث بعثات كان عبارة عن عمل مضن من الإلصاق والتوثيق والتصوير، هذه العناصر كانت منوعة فمنها التصويرية والهندسية وكورنيشات وأعالي جدران تجعل من التيجان عنصراً متميزاً فهناك رؤوس ذات حجوم متفاوتة مثل رأس فورتونا ربة الحظ والسعادة وتوجد مشكاة تثبت الرأس على الكونسول. إضافة إلى أقنعة المسرح ومنها الرأس ذو الفم المفتوح والوجه المعبر وهو استثنائي يتصف بصفات ملك طروادة. هذه الوجوه لها خاصية مسرحية سينوغرافية متميزة لها صفات ممثلين إيمائيين. ومن العناصر المكتشفة أيضاً عنصر ينتمي إلى مشكاة أعلى تاج اختفى رأسه، وهناك عناصر قابلة للدوران من حولها غير ناتئة، غير معروف مكانها وأيضاً نجد آلهة النصر التي تحمل سعف النخيل وإله الحب إيروس وجناحيه اللذين تم اكتشافهما مؤخراً وجذع لأفروديت آلهة الجمال وهي تستحم إضافة إلى أشخاص يمسكون بأعنة خيل وقطع تشبه القبعات أو أشكال تزيينية فتوجد 45 قبعة يتم تثبيتها على حامل مزود بمسامير مطلية بورق الذهب ربما تكون عبارة عن خيم. هذه العناصر تم ترميمها بمساعدة اختصاصيين وتم إلصاق كل العناصر البارزة وهو عمل خطير فيه مجازفة فالمادة الجصية مضاف إليها الجص والرمل الناعم وهي مقاومة للماء لكن صلابتها لا تقارن بكتل المرمر والكلس. أما عن المتحف والقاعة المفتتحة حديثاً في تدمر فقد تحدث المهندس المعماري الفرنسي إيف أوبلمان الذي عمل في مجال الترتيب المتحفي لصالة المرمر في متحف تدمر. فقال: (المتحف هو المكان الذي تفقد فيه الآلهة قدسيتها لتتحول إلى تماثيل) وتحدث عن الصعوبات التي واجهت فريق العمل وعرض مراحل إنشاء قاعة معجون المرمر في متحف تدمر فالتقديم المتحفي هو مسألة تطرح المشكلات لهذه العناصر التي كانت لكل منها وظيفة محددة تبرر شكلها وتقدمها في متحف بالسياق الأصلي. وهذا يظهر أهمية التراث المجهول لهذه العناصر الناقصة. |
|