تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حافز في مواجهة التحديات وإفشال المؤامرات

شؤون سياسية
الأربعاء 18-4-2012
محرز العلي

يوم الجلاء هو الدنيا وزهوتها ...لنا ابتهاج وللباغين إرغام‏

هكذا انطبع السابع عشر من نيسان من عام 1946 في وجدان السوريين الذين قدموا التضحيات ورووا بدمائهم الطاهرة أرض الوطن وقاوموا المستعمر الفرنسي فكان لهم ما أرادوا‏‏

واستحقوا بذلك أن يعيشوا أحراراً بين أمم الأرض وأصبح ذلك اليوم عيداً وطنياً لسورية يحتفل فيه الشعب السوري بذكرى جلاء آخر جندي فرنسي عن ربوع سورية الأبية حيث يشكل هذا اليوم نتيجة ناصعة لنضال الشعب السوري ضد أشكال الاستعمار والاحتلال .‏‏

ونحن نعيش الآن أفراح وبهجة عيد الجلاء عيد النصر والعزة الوطنية لا بد أن نذكر الأبطال الذين فجروا الثورات منذ أن وطئت قدم المستعمر الفرنسي أرض سورية مطلع تشرين الثاني من عام 1918 ومن هؤلاء الأبطال يوسف العظمة وسلطان باشا الأطرش والشيخ صالح العلي وابراهيم هنانو وحسن الخراط وغيرهم من الأبطال الذين تحدوا قوات الاحتلال الفرنسي وأشعلوا الثورات في كل أنحاء سورية وسطروا ملاحم البطولة والرجولة والتضحية رغم قلة عددهم وعتادهم ورغم معرفتهم بقوة عدوهم الذي يملك الطائرات والدبابات والمدافع خاضوا معارك خالدة ضد الفرنسيين الغزاة ومنها معركة ميسلون والمزرعة والشيخ بدر الأولى والثانية وغيرها من المعارك التي أسست لمرحلة من النضال والمقاومة والوحدة الوطنية حيث وقف السوريون صفاً واحداً وساهموا في إنجاز الاستقلال رافضين بذلك كل مشاريع التقسيم المناطقي أو المذهبي التي خرج بها عليهم المستعمر الفرنسي مستهدفاً وحدتهم التي هي مصدر قوتهم وجوهر انتمائهم وقد تجلى ذلك في شعار الثورة السورية الكبرى الذي أعلنه سلطان باشا الأطرش وهو الدين لله والوطن للجميع‏‏

لقد شهدت سورية خلال السنوات الست والستين الماضية من عمر الاستقلال تحولات اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية كبيرة رغم العقبات الكثيرة والمحن التي واجهت سورية وفي مقدمتها المواجهة الدائمة مع العدو الصهيوني الذي غرسته بريطانيا في قلب الوطن العربي من أجل إثارة الحروب وإضعاف دول المنطقة ليكون ذراع الدول الاستعمارية في الوطن العربي الأمر الذي جعل سورية دولة محورية في المنطقة حيث كان لسياستها الداعمة لحركات التحرر أثر كبير في استقلال دول عربية شقيقة، ومقاومة الدول الاستعمارية ومشاريعها التقسيمية في المنطقة وأصبحت سورية قوة لا يمكن تجاوزها ومرجعية دولية لحل قضايا المنطقة وهذا ما جعلها محل أطماع ومؤامرات القوى الاستعمارية للنيل من مواقفها ومحاولة إضعافها خدمة لأجنداتهم ومصالح الكيان الصهيوني ،الفرنسيون الذين أمضوا قرابة ربع قرن يستغلون خيرات الشعب السوري ومارسوا شتى أنواع البطش وقصفوا المدن والقرى لم يستطيعوا النيل من صمود السوريين وإصرارهم على تحرير أرضهم وبالتالي فقد رضخوا لمطالب السوريين والجلاء عن أرض سورية إلا أن المسؤولين الفرنسيين الحاليين يحلمون بالعودة إلى عهد الانتداب والاستعمار ولم يستفيدوا من دروس التاريخ ولذلك فإنهم يشتركون مع أميركا وبريطانيا وبعض العملاء الرخيصين من عربان الخليج ومسؤولي حكومة أردوغان في مؤامرة تستهدف سورية وشعبها والنيل من مواقفها وهم ومنذ أكثر من عام يحاولون عبر عصابات إجرامية مسلحة وفبركة الأخبار الكاذبة واستخدام شيوخ الفتنة ووسائل إعلام تضليلية زعزعة الأمن والاستقرار وبث الفوضى وسفك الدم السوري من أجل إضعاف سورية وإخضاعها لأجندتهم الاستعمارية متجاهلين بذلك إرادة الشعب السوري وتأكيده على رفض أي تدخل خارجي أو المساس بأمنه واستقراره وقراره المستقل وعيشه المشترك مهما غلت التضحيات .‏‏

إن عيد الجلاء الذي هو عيد الإخاء والوفاء للوطن سيكون حافزاً للسوريين للاستفادة من ملاحم الأبطال الذين تصدوا بكل بسالة للمستعمر الفرنسي وبالتالي الإصرار على التمسك بالوحدة الوطنية ومواجهة التحديات وإفشال أحلام المراهنين والمتآمرين وتفويت الفرصة على أعداء الوطن لتبقى سورية حرة أبية عصية على الأعداء كما كانت سابقاً .‏‏

وفي هذه الذكرى الغالية على قلوب السوريين كل التحية والإجلال والإكبار لأرواح شهداء سورية الذين استعذبوا الموت ليحيا الوطن ولتبقى رايات سورية عالية خفاقة‏‏

mohrzali@gmail.com ‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية