تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سلمى الحفار الكزبري: عيــــد لا كـــالأعيـــــــــاد

ثقافة
الأربعاء 18-4-2012
يمن سليمان عباس

فرحة كانت بحجم الحدث وإن كان الحدث أكبر من فرحة إنه الجلاء العظيم، وفرحة الشعب كل الشعب بهذا الإنجاز الذي حققته سورية عبر النضال والتضحية.

الجلاء زهوة الدنيا وربيع سورية ونيسانها خلده الأدباء‏

والمبدعون كل حسب لون إبداعه فمن ينسى ماكتبه شفيق جبري وعمر أبوريشة وبدوي الجبل وبدر الدين حامد وكوليت خوري وآخرون كثيرون، وثمة نصوص إبداعية وكلمات كتبت احتفاء بالجلاء، لم تنتشر كما انتشرت نصوص أخرى.‏

واليوم نذكر بشيء مما كتبته سلمى الحفار الكزبري تحت عنوان (عيد لا كالأعياد) نشرته في مجلة المضحك المبكي عام 1964العدد 1066‏

عيد الحرية والكرامة‏

عيد الاستقلال والسيادة‏

عيد الأجداد والآباء والأبناء‏

الأموات منهم والأحياء‏

الشهداء الأبرار والمناضلين الأحرار‏

عيد الجلاء... جلاء الأجنبي الغاصب عن أرض موطني‏

جلاء الدخلاء، جلاء المستعمرين عن أرض سورية المفداة‏

عيد يسموعلى جميع أعيادنا في مغزاه‏

عيد الأرامل والأيامى‏

اللواتي قدمن للوطن الضحايا‏

عيد الذين مات آباؤهم لتحيا سورية عيد اليتامى‏

عيد لاتنزف لضحاياه جراح‏

وتزهوبذكراه الأفراح‏

عيد الجلاء..عيد جميع أبناء أمتي مواطنين ونازحين‏

عيد تضحيات السنين الطويلة عيد المجاهدين‏

عيد أمهات وزوجات وأخوات وبنات هؤلاء جميعاً‏

الذين كانوا خير رواد وخير قادة وخير فدائيين.‏

عيد الجلاء..عيد كل عربي سوري يقدر نعمة الاستقلال ويعرف معنى الحرية ويفديها بالروح والمال‏

عيد المرأة التي وقفت أشرف المواقف في النضال‏

في الثورة السورية الكبرى في المعارك في المظاهرات حيث كانت أعظم مثال في الغوطة في القرى في المدن، في الدور في الأرياف وفي الجبال.‏

عيد الجلاء.. عيد سورية أول بلد عربي رفع للنصر رايات!‏

عيد دمشق وعيد كل شبر من هذا الوطن تعرض للنكبات وذرف أبناؤه العبرات ودافعوا عن ترابه بالحجارة والمهج والغارات ليكونوا جديرين بالسيادة والحياة.‏

ولنامع عيد الجلاء ذكريات‏

تهيج في الصدر الشجون‏

وتجرنا إلى عهود الاضطهاد والسجون...‏

لكل منا مع هذا العيد ذكريات..‏

وحوادث وعبر وأمثلة في الشهامات‏

سجلها التاريخ لسورية بأحرف من نار‏

فأضحت نبراساً للعرب ولجميع الأحرار‏

ولي أيضاً في عيد الجلاء ذكريات‏

تهز الخاطر وتجلوللعين الكرامات‏

كرامات أبناء قومي الأباة‏

يذكرني هذا العيد بأبي وبأخوة له في الجهاد‏

يذكرني بأمي وبالكثيرات غيرها من المواطنات، وقفن إلى جانب الرجال متحمسات صامدات‏

يساندنهم بالتأكيد والتشجيع إبان الأزمات ويكفكفن الدموع بيد ويخفين الحسرات‏

ليدفعنهم باليد الثانية ويحببن إليهم الصبر على المكاره والثبات يذكرني عيد الجلاء بطفولتي المضطربة..‏

بأيام سود مدلهمة وليال حالكات..‏

كنت أصحوفيها على ضجيج في بيتنا وعلى وقع نعال‏

فأتسلل من الغرفة لأرى أسراب السنغال..‏

فتدفعني أمي إلى الفراش حيث كنت أقضي الساعات أرتعد مذعورة لأنهض باكراً في الصباح وأجد أن أبي الحبيب قد غاب فأسأل باكية:‏

- ماذا جرى في الليل..أين أبي فأجاب:‏

لاتخافي ياصغيرتي..أبوك بخير ولكن الفرنسيين قد سجنوه..‏

- وهل أبي مجرم ياأماه؟‏

ويجيبني الصوت الممزق والوجه الحنون وهويحاول الابتسام.‏

معاذ الله ولكن.. ولكن ذنبه أنه يدافع عن وطنه ويريد له الحرية والاستقلال.‏

ويذكرني عيد الجلاء بحوادث عديدة مماثلة‏

سرقت من قلبي الاطمئنان‏

Yemenbbass@qmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية