تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


امتحــــان المرايــــا

رؤية
الأربعاء 18-4-2012
سوزان إبراهيم

«المرآة لا تخطئ لأنها لا تفكر».. فإن فكرتَ.. هل ترتكبُ الأخطاء!

بين الولادة والموت كم مرةً أردتَ أن تكون؟ وحين عاندتك الحياة أردتَ ما كان!؟‏

كم عدد من يعمل كالمرآة بيننا؟‏

سطح عاكس جامد محايد, لأنه وكما المرآة لا يرتكب الأخطاء!‏

ما الفارق بين أناس المرايا,‏

وأناس يمشون بتماسٍ مع الجدار طالبين السلامة؟!‏

  ‏

إرادةٌ ما تتحكم بالمرآة, فتجعلها تعكس ضوء الشمس, أوصورة وجه جميل أوقبيح, أو.....‏

توظفُ صقيلَ سطحها لترتكبَ فعلاً لا علاقة لها به.. ثمة يدٌ تحرّك.. وثمة صانعٌ قد يخون الدقة في المواصفات!‏

هل تعمل العين عمل المرآة؟ هل يعمل القلب عمل المرآة؟ هل يعمل العقل عمل المرآة؟‏

كيف يمكنك–  بين الولادة والموت- أن تبعث الحياة في مراياك المحايدة؟‏

ما أهمية السنين- بين الولادة والموت- إن كنتَ عاجزاً عن خلقِ فرقٍ في مراياك؟‏

كم عمركَ اليوم, وغداً, وبعد غد, وبعد بعد ألف غد.. إن كنتَ مرآة خاملة؟‏

أي فرق بين أن تكون في العشرين أوفي الخمسين أوفي السبعين...؟‏

هكذا يتساوى العشريني مع السبعيني في جماد المرايا!‏

  ‏

إن رضيتَ أن تكون ما تريده مشيئة الجماعة, وشروط الجماعة, وقوانين الجماعة,‏

إن تخليتَ عمّا تريد أن تكونه, فأي مرآة أنت؟‏

بعضنا تحوّل إلى وجهين لمرآة واحدة‏

فمن أين لنا بمرآةٍ محايدةٍ لا تعكس إلا الحقيقة؟!‏

  ‏

كتب محمود درويش: «هل كان علينا أن نسقط من علوٍّ شاهق, ونرى دمنا على أيدينا, لندرك أننا لسنا ملائكة كما كنّا نظن؟».‏

هذا ما قرأته في مرآة هذا الصباح!‏

suzan_ib@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية