|
رؤية بين الولادة والموت كم مرةً أردتَ أن تكون؟ وحين عاندتك الحياة أردتَ ما كان!؟ كم عدد من يعمل كالمرآة بيننا؟ سطح عاكس جامد محايد, لأنه وكما المرآة لا يرتكب الأخطاء! ما الفارق بين أناس المرايا, وأناس يمشون بتماسٍ مع الجدار طالبين السلامة؟! إرادةٌ ما تتحكم بالمرآة, فتجعلها تعكس ضوء الشمس, أوصورة وجه جميل أوقبيح, أو..... توظفُ صقيلَ سطحها لترتكبَ فعلاً لا علاقة لها به.. ثمة يدٌ تحرّك.. وثمة صانعٌ قد يخون الدقة في المواصفات! هل تعمل العين عمل المرآة؟ هل يعمل القلب عمل المرآة؟ هل يعمل العقل عمل المرآة؟ كيف يمكنك– بين الولادة والموت- أن تبعث الحياة في مراياك المحايدة؟ ما أهمية السنين- بين الولادة والموت- إن كنتَ عاجزاً عن خلقِ فرقٍ في مراياك؟ كم عمركَ اليوم, وغداً, وبعد غد, وبعد بعد ألف غد.. إن كنتَ مرآة خاملة؟ أي فرق بين أن تكون في العشرين أوفي الخمسين أوفي السبعين...؟ هكذا يتساوى العشريني مع السبعيني في جماد المرايا! إن رضيتَ أن تكون ما تريده مشيئة الجماعة, وشروط الجماعة, وقوانين الجماعة, إن تخليتَ عمّا تريد أن تكونه, فأي مرآة أنت؟ بعضنا تحوّل إلى وجهين لمرآة واحدة فمن أين لنا بمرآةٍ محايدةٍ لا تعكس إلا الحقيقة؟! كتب محمود درويش: «هل كان علينا أن نسقط من علوٍّ شاهق, ونرى دمنا على أيدينا, لندرك أننا لسنا ملائكة كما كنّا نظن؟». هذا ما قرأته في مرآة هذا الصباح! |
|