|
محليات لكنَ الرجاء وحده لا يكفي ولا يُلغي واقعاً أفرزه استغلال الكثيرين لظروف الوطن ممن شمروا عن سواعدهم لقضم لقمةٍ هنا ، والتهام مائدةٍ هناك لتكون النتيجة تبَدُل ملامح المدن والأحياء ،وتحول طابقٍ إلى ناطحات سحاب ، وبساتين إلى أحياء. لن ننكر أنَ البعض قام تحت ضغط الحاجة بقلب دارٍ إلى بناءٍ طابقيٍ لأبنائه ، وأردف غرفةً بأخرى لتصبح شقةً تليق بعروس المستقبل ، لكنَ الغلبة كانت لسماسرة الموت ممن تاجروا بحاجات الناس وأرواحهم عندما باعوهم قبوراً مفتوحةً لاشققاً مأمونةً.. بدليل إنجازها خلال بضعة أيامٍ دون دراساتٍ هندسيةٍ ،واستشاراتٍ فنيَةٍ لأنَ مراعاة عوامل الأمن والسلامة لا يلتقيان وشروط الربح والتجارة . فتشييد خمسمائة ألف مخالفة خلال عامٍ حقيقةٌ تفقأ العين، وتقرَح القلب، وتخرج من الحلق صرخةً...أين رؤساء البلديات ؟..أين المحافظون؟ ..أين المعنيون؟ ..أين الإدارة المحلية؟..أين ..أين...ألم يئن الأوان لمحاسبة هؤلاء ؟ ألم يئن الأوان ليتحمَل من أغمض عينيه ،وأدار ظهره ، وصمَ أذنيه عامداً متعمداً تبعات استهتاره ؟بل أكثر من ذلك.. خيانته لموقعه، وقسمه بأن يكون أميناً على الأملاك العامة، وحامياً لأرواح الناس ، وحافظاً لحقهم بمأوىً يليق بآدميتهم. كفى عبثاً ومتاجرةً بأقوات الناس ،وحياتهم ...وبمصير وطنٍ ندفعه بتسيبنا عمداً أو بغير عمدٍ نحو المجهول . |
|