|
لبنان سواء بأقلامهم، أم بأموالهم، أم بصيحاتهم الآتية من قاع التاريخ ، بل من قاع جهنم هل يعنيهم الدم، وهو دم الفقراء ، وهل تعنيهم القضية، وقضيتهم الأبدية هي البقاء إلى الابد ، ولو على الكرسي الكهربائي الذي طالما ظنوا أنه كرسي الآلهة؟.. الذين يضرمون النار.. من أجل أن يخلو لهم المكان، فلا يعود هناك من يقول «لا» في وجه الديناصور ، بل في وجه الشيطان. هذه هي البراغماتية المقدسة، أن تنحني ظهورنا حتى لتغدو ظهور السلاحف.. لا أحد ضد الحداثة ولا احد ضد العدالة ولا احد ضد الشفافية ولا احد ضد أن يكون الإنسان إنساناً بل إن أي سلطة لا تسلك هذا السبيل هي سلطة ضد الزمن ضد الحياة أيضاً، ولكن أي حرية وأي ديمقراطية، بل أي تغيير يرومه أولئك القابعون داخل الكهوف الذهبية وأي تغيير يسعى إليه رجالهم في ليالي اسطنبول وفي ليالي باريس إن لم يكن في ليالي لاس فيغاس والكوت دازور؟ هل هؤلاء بثقافة الكافيار بثقافة ألف ألف ألف ليلة وليلة، يعرفون نكهة الانين وليلة الانين وعبقرية الانين؟ اجل الانين الذي يلتصق بجلد ، بل وبروح، السياسي، والصحافي، الحقيقي لا الذي جلده من زجاج وروحه من زجاج.. من يقف ضد الفقراء الرائعين الذين يقولون نريد حياة افضل، بل نريد الحياة؟ ومن ضد اصحاب القضية عندما يصرخون من اجل تنقيتها من الطحالب الموجودة في أي مكان وفي أي زمان. الحياة قضية حينما تكون الحياة لا ان تكون العباءة حين لا تجد الملاذ واللذة الا بين يدي من يصنعون استراتيجيات الذل، والخديعة والنهب، والهيمنة والنفاق (النفاق) ، من شاهد منكم تمساحاً يبكي من أجل الاقحوان أو من أجل اللقالق أو من أجل رغيف، فليرفع صوته في وجهنا.. الذين يضرمون النار.. لانهم لايجدون في الرعايا ورعايا الرعايا، سوى حقل من الحطب وفي لا وعيهم حقل من الرماد لإننا كلنا في نظرهم جثث مع وقف التنفيذ أما الجمر فهو للايدي الجميلة والعارية التي لم تتلوث لا بالغرائز ولا بالدراهم ولا بالكراسي . قطعاً إن وجوههم ليست مثل الوجوه التي على شاكلة الكراسي؟ هوية الفقراء وهم الانقياء هي هوية الانهار التي لاتطؤها قدم همجية التي تطفئ الحرائق التي لاتصنع الجمر بل تصنع الرماد. لن نكون رماداً بل جمراً! |
|