|
حدث وتعليق إصرار نظام رجب طيب أردوغان على تقديم كافة أشكال الدعم العسكري واللوجستي والمعنوي للعصابات الإرهابية التي تتداعى صفوفها وتنهار لحظة بلحظة، وتشبثه بالمناطق وما يسمى نقاط المراقبة، ليس إلا نوعاً من العناد الذي لا يفيد، والدرس الذي تلقاه عندما رغب باستقدام آلياته إلى تلك النقاط، وأكلت نصيبها، هو مجرد توطئة بسيطة ومقدمة لمعادلات ومسائل وجمل سوف يواجه صعوبة كبيرة بشرحها وحلها وتفسيرها. الأمثال لم تترك شيئاً إلا وقالته، لأنها خلاصة تجارب وخبرات الآخرين، وقد دفع أصحابها أثماناً كثيرة حتى يتعلموا من أخطائهم، وعثرات غيرهم، لكن أردوغان حتى اليوم لم يتعلم لا من أخطائه ولا من حساب غيره، ولا أظنه يريد ذلك، وكل ما ترسّخ لديه أن الأوضاع تسير لمصلحته، والحلول إن كانت عسكرية أم سياسية سوف تخدم أهدافه، ولهذا رهن نفسه لأميركا متخلياً عن الجيران والأصدقاء الذين يراعون مصالحه وظروفه، وتعلّق بحبال الغرب التي ستلتف على عنقه قريباً. أردوغان لم يكتف بالممارسات العدوانية العلنية، بل يحاول الالتفاف على الاتفاقات التي أبرمها مع الشركاء في آستنة الكازاخية وسوتشي الروسية، وكأن ستار تلك الاتفاقات تمت إحاكته لحماية توغل قواته المؤللة إلى الأراضي السورية، ولم يتم صياغة بنودها لوضع الأسس الأولى لإنهاء الحرب، وتخليص السوريين من درن الإرهاب الذي جلبه أردوغان والزمرة العدوانية التي أرادت التدمير والخراب لهم. وبدل أن يعمل النظام التركي على سحب أولئك الإرهابيين وأسلحتهم، وإخلاء المنطقة للمدنيين كي يعودوا إلى بيوتهم، يدفع بالمزيد من التنظيمات المتطرفة، ويرسل لها الأسلحة والذخائر، رغبة منه في العودة إلى نقطة البدء، والمضحك أنه يدين استهداف أرتاله المعادية، لكن رغم ذلك الجيش العربي السوري ونسور الجو لتلك النيّات و الممارسات بالمرصاد، و هاهم يلقنون الإرهابيين وداعميهم الدروس منذ بداية الحرب أولاً بأول، واليوم مستمرون باستكمال المهمة حتى القضاء على آخر متطرف أخطأ وساقته قدماه إلى سورية. huss.202@hotmail.com" |
|