تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وتجري الأمور بشكل سيىء ..؟!

ترجمة
الأثنين 15-6-2009م
ترجمة: سهيلة حمامة

في لقاء جرى مؤخرا بين رئيس وزراء حكومة تشيكيا، ميريك توبولانيك ونظيره بنيامين نتنياهو في القدس عبر توبولانيك عن قلق الاتحاد الأوروبي البالغ حيال ما آلت إليه آلة الدمار الإسرائيلية

وبشكل خاص لجهة استمرار الحكومة الإسرائيلية في توسيع مستوطناتها في الضفة الغربية، وإذ ذاك تظاهر نتنياهو بأنه سيكف عن توسيع المستوطنات إلا أنه لا يرى أي حرج أو مشكلة في بناء بيوت يهودية في مستوطنات لهم قائمة أصلا، كما ادعى أن السلام ليس أقل مصلحة لإسرائيل منه لأوروبا، وانتقد الاتحاد الأوروبي بشدة لمحاولة ربطه التقارب بينه وبين الحكومة الإسرائيلية بقضية السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، منددا في الوقت نفسه بالقيود المفروضة عليه من جانب الاتحاد حسبما أشارت صحيفة هآرتس.‏

في نهاية عام 2008 أطلق الاتحاد الأوروبي برئاسة فرنسا عملية تقارب بينه وبين الحكومة الإسرائيلية لم تدم طويلا إذ إن البرلمان الأوروبي سارع إلى تعليقها غداة الحرب الإسرائيلية الشرسة على غزة. ومنذ تكليف حكومة نتنياهو في 31 آذار الفائت، رفض هذا الأخير التحدث بخصوص إنشاء دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل، مادفع الاتحاد الأوروبي إلى تجميد علاقاته وتعليق كافة نشاطاته مع الحكومة الإسرائيلية، كما قررت روسيا تعليق القمة المرتقبة في حزيران بينها وبين الحكومة إياها.‏

وفي هذا السياق تناشد المندوبة الأوروبية للعلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بينيتافيرو والدنر بتعليق كل نشاطاته وعلاقاته مع إسرائيل التي تعوق تحقيق حل الدولتين «الإسرائيلية» والفلسطينية وخاصة لجهة استمرار توسيع المستوطنات اليهودية بشكل يومي وتشير إلى أن الكرة مازالت في الملعب الإسرائيلي لذا على الحكومة الإسرائيلية أن تعرف خلاصها.‏

أوروبا شريك تجاري مهم لإسرائيل، فعلى هذه الأخيرة أن تدرك قيمة ذلك وأهميته وأن تكف عن عنادها بعدم تنفيذ إملاءات الاتحاد الأوروبي.‏

ولم تتورع أوروبا عن تقديم مساهمتها في تمويل السلطة الفلسطينية وتدريب قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية، إذ منحت الخزينة الفلسطينية أكثر من مليار دولار لتسديد أجور العمال ورجال الشرطة والمدرسين في الجامعات وغيرها، وهذه النفقات هي، بحسب القانون الدولي، تقع على عاتق سلطات الاحتلال، وهذه المساهمة تخفف بحق من تكلفة احتلال إسرائيل لقطاع غزة، ومازالت أوروبا تسعى لمزيد من المساهمات لإنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة التي يتجاهلها نتنياهو عمدا ليثير بالتالي إزعاج الاتحاد الأوروبي مجددا والذي يبالغ في تحفظه بمنح تسهيلات جمركية للمنتوجات الصادرة من المستوطنات اليهودية.‏

وبدورها الحكومة السويدية التي تعتبر شريكاً مهما في تمويل السلطة الفلسطينية تذكر نتنياهو بأن فكرة إعادة تنشيط علاقاتها مع حكومته ستكون تبعا لتقدم مسار عملية السلام مع الفلسطينيين.‏

كما ندد المراسل البلجيكي للاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط مارك أوث بمواقف نتنياهو المتشددة وعبر عن قلق بروكسل حيال تهرب هذا الأخير من مسألة حل الدولتين وإقامة سلام حقيقي بينهما، ومضي حكومته في توسيع المستوطنات وسلخ الأراضي الفلسطينية، ورأى في تصرفاته الشائنة طريقا مسدودا لحل الدولتين جغرافياً وطبوغرافياً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية