تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التهديد الإيراني.. وهم صنعه الغرب وإسرائيل!

عن موقع planete non violence
ترجمة
الأثنين 15-6-2009م
ترجمة: دلال إبراهيم

في حين تواصل الحكومة الإسرائيلية بزعامة بنيامين نتنياهو تبني خطابها الهستيري حول التهديد الوجودي الذي يشكله البرنامج النووي الإيراني على إسرائيل

بهدف تبرير شن عمل عسكري وقائي ضد هذا البلد ظهرت العديد من التقارير مؤخراً تفند كل هذه الادعاءات وتصفها بالمبالغ فيها.‏

ومنذ أيام قليلة أصدرت بعض بنوك الأفكار تقريراً قللت من أهمية هذا الخطر الكامن الذي يشكله البرنامج النووي الإيراني، وخلصت إلى القول: إن إيران حتى وإن استطاعت «مفترضين أن هذاهو هدفها وهو ما دحضه الإيراينون مرات عديدة وأن منشآتهم النووية كانت دوماً خاضعة لمراقبة وكالة الطاقة النووية الدولية» تصنيع قنبلة نووية في غضون سنتين أو ثلاث سنوات، فإنها لن تستطيع تطوير التكنولوجيا الضرورية من أجل حملها قبل 15 عاماً، ويؤكد التقرير أيضاً أن قدرة إيران على إثارة الفوضى وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط غير صحيحة، فحركة حماس وحزب الله، وقبل كل شيء هما حركتا مقاومة ضد الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي في فلسطين ولبنان، وبالتالي القول: إن إيران تحركهما أمر غير صحيح، وختم تقرير أعدته مجموعة علماء روس وأميركيين ومهندسين من معهد الشرق والغرب أن إيران يمكنها أن تمتلك سلاحاً نووياً من الآن ولغاية ثلاث سنوات ولكنها لن تكون قادرة على حمله إلى مسافات بعيدة إلا بعد سنوات طويلة، وأشار العلماء أيضاً إلى أن النظام الدرعي الصاروخي الأميركي الذي تنوي واشنطن إقامته على أبواب موسكو فوق الحدود البولونية والتشيكية ستكون غير ذات فائدة في مواجهة السلاح النووي الإيراني.‏

من جهة أخرى صدر تقرير آخر من 230 صفحة عن مركز راندكودب جاء مبنياً على أساس دراسة سياسية وعسكرية صادرة عن سلاح الجو الأميركي عام 2007 خلص إلى القول إنهم وضعوا الخطر الإيراني في موضع أكبر من حجمه الطبيعي، وأشار التقرير إلى أن ثمة حواجز كبيرة تقف دون تحقيق الطموحات الإيرانية تأتي في سياق الواقع السياسي والاثني والديني الاقليمي وقدرتها العسكرية التقليدية المحدودة، وكذلك العزلة الدولية التي فرضوها عليها.‏

وأكد تقرير أيضاً أن إيران تبحث في تفادي إشعال خلافات مع الدول العربية ولاتبحث في تفعيل عملاء لها لإثارة الفتن والقلاقل والاضطرابات، وهذا يتناقض مع الاتهامات المصرية الأخيرة عن وجود شبكة لحزب الله إيران تعمل على زعزعة الاستقرار في مصر، تلك الاتهامات التي رافقتها تغطية إعلامية واسعة قبيل أسابيع قليلة من الانتخابات اللبنانية والإيرانية سرعان ما تكشفت حقيقتها والتي هي عبارة عن حملة تشهير تقودها الاستخبارات الإسرائيلية للتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية والإيرانية. وقد اعترف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله صراحة أن أحد الأشخاص الموقوفين هو عضو في حركة المقاومة ولكنه أكد أن عمله ينحصر في تقديم مساعدات لوجستية لحماس في غزة في حربها ضد إسرائيل ولاشيء آخر.‏

ويدعو التقرير إلى عدم النظر والأخذ بتصريحات المسؤولين السياسيين الإيرانيين بل النظر إلى الأفعال وهذا هو الأهم، حيث عملت إيران بشكل إيجابي من أجل استقرار الأوضاع في العراق وأفغانستان وطبعاً هذا من أجل حماية نفسها لأن إيران تتقاسم مع هاتين الدولتين حدوداً طويلة وأقليات اثنية يمكن أن تثير القلاقل في إيران ولاسيما أن وضعت نفسها تحت تصرف جهاز الاستخبارات الأميركي السي. آي .ايه والموساد وكذلك التأكيد أنها إيران تبحث في إقامة علاقات سياسية حسنة تربطها مع تلك الدولتين وتطوير علاقات تجارية واقتصادية معهما كي تضمن لنفسها دوراً اقليمياً بصفتها قوة اقليمية لها أهميتها، ومن الضروري التذكير أن إيران لم تهاجم أي دولة منذ زمن طويل وحربها مع العراق أطلق شرارتها صدام حسين مدعوماً ومسلحاً من قبل الدول الغربية وعلى رأسهم أميركا وفرنسا.‏

وحسبما يذكر تقرير Randcorp تركز السياسة الخارجية الإيرانية بشكل أساسي على ما دعاه معدو التقرير باللعبة القديمة أي رغبتها في الحفاظ على سلامة أراضيها واستمرار نظامها الجمهوري الإسلامي بدلاً من نشر فكرها الإسلامي نحو بلدان أخرى.‏

ويرى مركز Randcorp أن ليس لطهران نفوذ قوي على حزب الله وحماس أو حلفائهما في العراق، كما يصور ذلك الغرب وأنه ليس بالضرورة أن يقوم هؤلاء بالانتقام لإيران كرد فعل آلي حين تتعرض لحرب ضدها، وحسب هذا التقرير الذي استغرق إعداده عاماً كاملاً لن تكون إيران قادرة على حمل صواريخها النووية لمسافات بعيدة قبل 15 عاماً، وبالتالي تشكيل خطر على أوروبا وأميركا الشمالية، تلك الصواريخ البعيدة المدى التي تمتلكها فقط أميركا وأوروبا وروسيا والصين، ويوصي التقرير كل من روسيا وأميركا بإيلاء أهمية للطموحات الإيرانية ولكن نظراً للتوترات القائمة على الحدود الروسية بينها وبين أميركا والناتو وكان آخرها الأحداث التي شهدتها جورجيا مستهدفين فيها روسيا فمن المرجح جداً ألا ترى تلك الخطوة النور على الأقل في المستقبل القريب ولغاية الآن يبدو أن إدارة أوباما تولي اهتماماً أكبر لمشروع توسيع الناتو نحو الشرق وضم جمهوريات الاتحاد السوفييتي الأسبق إلى الحلف ومن ثم إلى الاتحاد الأوروبي بغية إقامة كتلة هيمنة أميركية أوروبية تتوسع نحو الشرق خدمة لمصالح الهيمنة.‏

8/6/2009‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية