|
حدث و تعليق إصرار بيونغ يانغ على امتلاك قدرات نووية لم يأت من فراغ أو حباً منها بالتحدي، إنما فرضه عدم التزام المجتمع الدولي بتقديم المساعدات اللازمة لها ولاسيما في مجال الطاقة، كما جاء رداً على تعامل هذا المجتمع والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل استفزازي مع برنامجها في الوقت الذي لم تلتزم فيه الوكالة بالتفتيش على المنشآت النووية الاسرائيلية وجنوب إفريقيا، وعلى علاقة الولايات المتحدة مع باكستان والهند اللتين أعلنتا على الملأ برنامجهما النوويين. بالتأكيد هذه العقوبات لن تكون ذات فعالية كبيرة، حيث إن كوريا الديمقراطية اعتادت عليها من جهة، ولعدم ارتباطها بعلاقات اقتصادية قوية مع بقية دول العالم، إذا مااستثنينا الصين التي تمدها بالنفط وبعض المواد الغذائية، وإضافة إلى ذلك إدراك بيونغ يانغ أنه لايوجد أي خيار عسكري واقعي ضدها باعتبار المجتمع الدولي يتعاطى معها كقوة نووية منذ عدة سنوات. تلك المعطيات تحتم على هذه الدول أن تبحث عن الأسباب والهواجس والمخاوف التي دفعت هذا البلد للإقدام على ذلك والتعرف على مشاكله عن قرب وبالتالي إيجاد السبل الملائمة للتعامل مع حالات كهذه بدلاً من اللجوء إلى أساليب أثبتت فشلها وعقمها، والعودة إلى المفاوضات السداسية مع إبداء أميركا ومن معها المزيد من الليونة لتهدئة الأجواء والتوصل إلى حلول عادلة. |
|