|
الافتتاحية وعلى من تتلو مزاميرك يابنيامين.. إذا كان هذا هو الرد الإسرائيلي على الخطاب الأميركي الجديد، فهل ستجد الولايات المتحدة نفسها والعالم والمنطقة أبعد أم أبعد وأبعد عن السلام؟!. هذا هو الخطاب «المنتظر» الذي أشير إليه اكثر من مرة بلا أي جديد ولا حتى إشارة، ولا محاولة «لجبر خواطر» .. ولم يكن ليشغل بال اي عارف بحقيقة مايمثله نتنياهو ، وماتمثله إسرائيل .. والذين أصابتهم خيبة أمل، يجب أن يصحوا على انكسار حلم السلام يأتي من قلنسوة اليمين والعنصرية والرؤية البعيدة عن السلام. تحدث نتنياهو كما توقع كل العارفين بأوضاع المنطقة ، وسياسة إسرائيل ومواقف حكومتها اليمينية .. واستحق تصفيق مستمعيه من مؤيديه .. والحكاية بكاملها تقول دون أي احتمال آخر: إن إسرائيل بعيدة.. بعيدة جداً عن أي تفكير بالسلام.. وهذا يؤكد أن بوابات السلام مع إسرائيل ليست على ذاك الاتساع .. بل هي لم تُرسم بعد.. لقد تعامل نتنياهو مع الفلسطينيين بمنتهى الصلافة والجلافة، وتحدث عنهم كمشكلة انسانية تعيش في كنف الكيان الإرهابي الصهيوني. في مواجهة الخطاب الأميركي الجديد أعلن نتنياهو بوضوح أنه غير معني إلا بما يراه وحكومته العنصرية ، ولم يعدل أي موقف من مواقفه.. ولم يقم أي اعتبار لرؤية الرئيس الأميركي في السلام على مذاهبه الدينية والدنيوية. وهذا يعني أن انتظار التغيير الطبيعي في منطق نتنياهو، وتوجهات حكومته، هو اضاعة للزمن ليس إلا.. الولايات المتحدة المعنية بالسلام والداعية له بجرأة هذه المرحلة ستكون أمام خيارين: -إما التراجع عن مواقفها وترك أوضاع المنطقة على حالها من التأزم والتوتر وهذا مالانتمناه. -أو تتصدى لمسؤوليتها لتقول بوضوح: السلام ليس خيار فانتازيا.. بل هو الحقيقة الحياتية العملية الذي لابد منه من أجل أمن واستقرار المنطقة .. فليبدأ الحوار. خطاب نتنياهو عاد بقضية السلام إلى ماقبل أي حوار ..لكن.. هو المتوقع فمن كسب انتخابات على أساس التشدد والعنصرية .. ماذا تنتظرون منه؟!. |
|