|
مجتمع وخاصة للذين لم يتمكنوا من تقديم روايتهم بخصوص نكبة 1948 لأن الراوي الفسطيني هو شاهد على هذه التغريبة وخطوة نحو العودة الى وطنه وإثبات لتاريخ مشوّه وحقائق مزيفة بنيت على أنقاض مدن وقرى كانت عامرة بالحياة، وكل ذلك من خلال أوراق ثبوتية لأراض وأملاك وجوازات سفر ومقتنيات للقرية الأم.. إنها مشاريع فردية قام بها أفراد لاجئون ومؤسسات تعنى بحق عودة اللاجىء الفلسطيني الى وطنه السليب. الأخ طارق حمود الأمين العام لتجمع العودة /واجب/ تحدث عن مشروع القرية الفلسطينية قائلاً: لقد نبعت هذه الفكرة من قسم الدراسات والأبحاث في التجمع أثناء العمل البحثي في مشروع القرى المدمرة عام 1948 بغية إنعاش الذاكرة في أوساط اللاجئين على أن يكون لمدة خمس سنوات يتم خلاله إحياء كافة القرى المدمرة الذي ينحدر منها اللاجئون في سورية، وكانت التجربة الأولى نقطة انطلاق بحيث وجدنا الاقبال الكبير من الصغار قبل الكبار والذي تحول الى مهرجان حقيقي لأهالي القرية بشكل أوصل فكرتنا لأبناء القرية ألا وهي تعزيز الانتماء لدى أبناء القرية وضخ كم معلوماتي لديهم بشكل يؤسس لهوية فلسطينية لأبناء الجيل الثالث لدرجة أن العديد من أبناء القرى كان لديهم الشغف لمعرفة المزيد وبعضهم تعرف على قريته من خلال هذا المشروع أكثر مما كان يعرف. وبدوره الأخ أحمد الباش مسؤول قسم الأبحاث تحدث قائلاً: في محاولة لتنشيط الذاكرة ومن ثم كتابة هذه الذاكرة وتوثيقها حيث لا زالت تعني القرية الفلسطينية بمكوناتها الجغرافية والتاريخية والسياسية والاجتماعية والعلمية والدينية ومجمل الحياة النابضة فيها. ولذلك رأينا توظيف المعلومات النظرية عن القرى المدمرة والتي تزيد عن 400 قرية بنشاط ما يتم فيه عرض صور وأفلام عن القرية وقد زودنا الأهالي بعدد كبير من الصور والأفلام وبعضها حديث مع مقتنيات وكان هدفنا هو ترسيخ حق العودة في أذهان الأجيال المتعاقبة وتنشيط ذاكرة كبار السن لأنهم مصدر المعلومات وتنشيط الروابط العائلية بين أبناء العائلة بعد تفككها نتيجة التشتت واللجوء. ويتضمن نشاط يوم القرية: - إقامة معرض صور ومقتنيات تشمل مصورات جغرافية للقرية موثقة وصور للشهداء وللباس، وفقرة تتضمن لقاءات مع شهود النكبة من أبناء القرية التي ولدوا فيها يتحدثون فيها عن التغريبة ومسيرة البؤس وذكريات المقاومة والمؤامرة بعد ذلك يتم تكريمهم وتقديم الهدايا الرمزية ويتم تقديم مسرحية /تعاقب الأجيال/ وهي عبارة عن مشهد تسليم الجد لمفتاح الدار وكوشان الأرض، للحفيد تعبيراً منه على حمل الأمانة والاستمرار في الجهاد من أجل تحرير الأرض وها هو السيد مأمون موعد رئيس لجنة التراث الفلسطيني يرى أن العدو الصهيوني سرق الأرض والشجر ويحاول سرقة تراثنا وحتى أغانينا ودبكتنا وكل شيء وما أدهشني هو أنني والشهيد عاطف موعد مؤسس اللجنة كنا في زيارة للقاهرة وشاهدت مضيفة لطيران العدو تلبس الثوب الفلسطيني وتدعي أنه تراثها لتسوق للعالم أنها ذات حضارة وصاحبة الأرض فقررنا إنشاء مؤسسة تعمل على إيصال فكرة للعالم أننا أصحاب هذا التراث وأن هذه الأصالة هي لأصحاب الحق الشرعي أي الشعب الفلسطيني وفعلاً وعلى مدى عدة أعوام وبعمل جاد بالبحث عن كل ما يثبت ذلك والعمل بالمشاركة في كل المعارض المحلية والدولية ومع تقديم المكان لإنشاء المركز من قبل المؤسسة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب ممثلة بمديرها العام الرفيق علي مصطفى وبتوجيه من القيادة السياسية في القطر تم إنشاء هذا المركز بغية الحفاظ على الذاكرة الشفهية والحفاظ على التواصل ما بين شعب الداخل والشتات وأيضاً إنشاء فرق فلكلورية تعمل على إحياء التراث والمحافظة عليه وعرض كل ما له علاقة بالوطن /وثائق، كواشين، نحاسيات، أدوات زراعية، صناعية وكذلك مجسم للبيت الفلسطيني كما كان قبل النكبة. وأستطيع القول إننا قمنا بكل جهدنا وما ينقصنا هو دعم وزارة الثقافة فيما يتعلق بالمعارض الخارجية.وإذا كان الحاج اسماعيل شموط رحمه الله قد أخذ على عاتقه الحفاظ على الكوفية الفلسطينية على مدى ستين عاماً انطلاقاً من معمل صغير ليصبح أكبر معمل للكوفيات الفلسطينية في القطر وصيته لأولاده قبل وفاته هذا تراثنا ووصيتي المحافظة عليه والاستمرار في المشاركة بكل المعارض وفي ذلك حفاظاً على تراثنا وأصالتنا وحقنا في وطننا السليب. وجه آخر لحلم العودة في بيت قديم بحي القابون القريب من دمشق لجأ الحاج خميس جرادات الى إقامة متحفه على قدر إمكاناته المادية لكنه كبير لأهميته. التقيته في هذا المتحف وكان لقاؤنا التالي: الحاج خميس الجرادات تولد عام 1933 لاجئ فلسطيني لعام 1948 ليستقر في الجولان حتى عام 1967 وليشرد ثانية الى حي القابون نتيجة العدوان واحتلال الجولان، ما أهمية هذا المتحف ومم يتكون وما الغاية منه؟ حتى العام 1967 كنت على أمل بالعودة الى قريتي في فلسطين ولكن بعد ذلك خابت الآمال ولذلك كان لا بد من إحياء للذاكرة وتوثيق لتراثنا وكل ذلك لا يمكن تثبيته إلا في ذلك المتحف فقمت بجمع ما أستطيع من سجاد وبسط ومقتنيات أخرجت مع اللاجئين بعضه بثمنه والبعض أمانة لحين العودة إضافة لمكوناتي الشخصية كما وقمت بتأليف عدة كتب تحتوي عدة فصول بعضها يتعلق بالآثار وبالطوابع وبالأوراق الفلسطينية المتعلقة بالملكية وجوازات السفر والخرائط وبأقدم جريدة في فلسطين وفصول تتعلق بملابس النساء والرجال والأغاني والأهازيج وكل ما له علاقة بالقرية من مفتاح البيت الى الأواني ودلال القهوة ويختتم الحاج خميس بالقول: بقدر ما نحافظ على تراثنا ومقتنياتنا بقدر ما نحافظ على حقنا في العودة الى أرضنا المغتصبة ولطالما كان هناك نفس في صدورنا لن ولم نتنازل عن حقنا بفلسطين والعودة آتية لا محالة. |
|