|
شؤون محلية بحضور السادة وزراء الاتصالات والتعليم العالي والسياحة وناقشت الجلسة بنية صناعة المحتوى الرقمي العربي ومكوناته حيث أكد الدكتور غياث بركات وزير التعليم العالي ضرورة وجود محتوى رقمي عربي وهيكلته حتى على مستوى الوزارات والمؤسسات وهذه ثقافة جديدة وإن قطعنا أشواطاً إلا أننا نعاني من ضعف شديد في هذا المجال.
وبين الدكتور بركات أن موقع التعليم العالي موقع خصب جداً في هذا المجال ولدينا كوزارة تعليم عال عدد من التجارب المفيدة والغنية كالجامعة الافتراضية التي تضم 7 آلاف طالب مستفيد من الشبكة في مجال التعليم وتجربة التعليم المفتوح التي تتيح ل 90 ألف طالب فرصة التعليم المستمر. كما تحدث وزير الاتصالات الدكتور عماد صابوني عن ضرورة تحديد المهام والسياسة العامة والمتبناة على المستوى العربي لصناعة المحتوى الرقمي العربي وتحديد مصادر هذا المحتوى ذات الأولوية مؤكداً أن المحتوى التعليمي الرقمي أهم أشكال المحتوى لما له من دور في بناء مجتمع المعلومات وبعد تنموي واقتصادي كبير مشيراً إلى ضرورة خلق أشكال جديدة وعصرية وضرورة ربط مصادر المحتوى ببعضها وإنتاج أشكال تطبيقية منها واستخدام اللغة العربية السليمة لتكون الناقل للمحتوى الرقمي العربي. وقال الدكتور صابوني: إذا أردنا البدء بصناعة المحتوى الرقمي العربي كصناعة فيجب أن ندرس جوانب العرض والطلب على أرض الواقع منها وأهمها جوانب التمويل. وأشار الدكتور سعد الله آغة القلعة وزير السياحة إلى ضرورة توافر المعلومات بشكل رقمي على شبكة الانترنت سواء بشكل نصوص أو جداول معلومات أو احصائيات فمثلاً عندما نريد أن نتوجه إلى سياح في مكان ما في العالم فيجب أن نعرف توجهاتهم وكل شيء عنهم تقريباً وبالمقابل يجب أن نوفر كافة المعلومات عن الآثار والمواقع الطبيعية والفنادق وغيرها من مستلزمات صناعة السياحة بشكل رقمي عبر نظم معلومات مبوبة ومفهرسة كما أكد الدكتور آغة القلعة أنه لدينا عدد من المواقع الالكترونية التي تضم معلومات وإحصائيات بآلاف الصفحات وبلغات مختلفة عربية وانكليزية وفرنسية بالاضافة الى مواقع ترويجية لكل دولة مستهدفة سياحياً. وكانت جلسات المؤتمر قد تواصلت لليوم الثالث وتمحورت الجلسة الاولى في القاعة الأولى حول الابعاد الثقافية و الاجتماعية والاقتصادية والاعلامية في صناعة المحتوى الرقمي العربي برئاسة المهندس نبيل الدبس معاون وزير الاعلام وألقى ابو السعود ابراهيم مدير مؤسسة الاهرام محاضرة بعنوان الانترنت والمهارات الصحفية مبينا ان اهمية البحث نبعت من ان شبكة الانترنت تمثل احد الخيارات التكنولوجية المعاصرة امام الجماهير سواء كانوا من الاكاديميين او الصحفيين او المستخدمين العاديين, ومن هنا زاد الاهتمام الرسمي والشعبي والمنظمي بها, وصارت الشبكة على المستوى الصحفي احد الخيارات الاساسية لا سيما في ظل تفردها بالاعتماد على الاتصال عبر الحسابات الالكترونية الامر الذي جعلها تمهد الطريق لعصر اتصالي جديد يعتمدعلى الوسائط المتعددة Multimedia في تقديمه للمضمون وعلى التفاعلية في اساليب الاتصال بالجماهير. ان الهدف هو التعرف على استخدامات الانترنت في الوطن العربي على المستوى الصحفي والاعلامي وتحدث عن اهمية الانترنت التي تتلخص في ظهور الصحف والمجلات الالكترونية والنسخ الالكتروني من الاصدارات المطبوعة وقال ان المساهمة في تطوير المهارات الصحفية تتمثل في مواكبة الدارسين والاساتذة للتطورات المتسارعة في عالم التكنولوجيا والانترنت وتحدثت ريم عبيدات عن موقع اعلام المرأة في المحتوى الرقمي وقدم نبيل صالح رؤية عامة حول المواقع الصحفية الالكترونية السورية. وقدم الدكتور نور الدين شيخ عبيد المدير الوطني للبرنامج الاستراتيجي لاستخدام تقانة الاتصالات والمعلومات في خدمة التنمية في وزارة الاتصالات صورة لحقيقة المحتوى الرقمي العربي من خلال محاضرته التي تحمل نفس العنوان مبينا ان مؤشرات تطور المحتوى الرقمي لم تتغير منذ عام 2009 حسب الدراسة التي اجراها مع الاسكوا حول تحسين المحتوى في الشبكات الرقمية ما يؤكد ضعف المحتوى بالرغم من زيادة عدد مستخدمي الانترنت العرب التي بلغت 2.6% من العدد العالمي في العام 2008 في حين كانت اقل من 1% في عام 2000 وان نسبة الموصولين بالانترنت في الدول العربية تساوي الوسطي العالمي اي 23%. وعزا الدكتور عبيد هذا الضعف الى جملة من الاسباب الموضوعية الثقافية والسياسية التي تهم العالم العربي ودعا الى الاستثمار في التعليم والتنمية البشرية باعتباره سيد المحتوى والقادر على مواجهة الشأن الثقافي والشأن السياسي والنهوض بهما. تجارب ومشاريع عربية وعلى التوازي تناولت الجلسة الاولى في القاعة الثانية برئاسة الدكتور باسل الخشي معاون وزير الاتصالات عددا من التجارب والمشاريع العربية في صناعة المحتوى الرقمي العربي وتحدث الدكتور عادل رزق من مصر عن صناعة المحتوى التعليمي الالكتروني والمشكلات والمعوقات التي تواجهه في الجامعات العربية والعلاقة التفاعلية بين التعليم الذاتي والتكنولوجيا الحديثة اضافة الى المعايير الدولية لصناعة هذا المحتوى التعليمي. واوضح ان التجربة العملية للجامعات الافتراضية العربية على مدى السنوات العشر الماضية تبين ان نجاح التعليم عن بعد بأشكاله وانماطه المختلفة يعتمد بشكل كبير على كفاءة المحتوى التعليمي للطالب وارتباط بنية هذا المحتوى التعليمي بالاهداف التعليمية للبرنامج الاكاديمي ومن هنا اصبحت الاستفادة من التقنيات الحديثة المتاحة والمعايير الدولية ذات الصلة في بناء محتوى تعليمي فعال, وكيفية التغلب على المشكلات والصعوبات التي تواجهه موضوعا ملحا فالطرفان مترابطان في معادلة واحدة تحدد نجاح التجارب التعليمية او اخفاقها. كما تحدثت المهندسة فاديا سليمان مديرة المشاريع في وزارة الاتصالات عن المحتوى الرقمي العربي في الاستراتيجية العربية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وقدم الدكتور ابراهيم الخراشي عرضا حول مبادرة الملك عبد الله في المحتوى الرقمي. اما الجلسة الثانية فتمحورت حول دور المنظمات الدولية في المحتوى الرقمي وحول البحث والتطوير في صناعة المحتوى الرقمي العربي. وتناول المؤتمر موضوع التسويق في صناعة المحتوى الرقمي العربي وبين المهندس فراس حمادة مدير تطوير الاعمال في موقع مدونة وطن esyria ان العالم الافتراضي الذي تتجه اليه الاعمال في يومنا الحالي يحقق تنافسية اقل وتميز اعلى للشركات وبسرعة تحديث وتطوير اكبر مما كانت عليه سابقا. وتحقق مواقع الويب عبر الانترنت تفاعلية اكثر من الزائر او عبر تحويل النماذج الساكنة الى نماذج ديناميكية. واوضح في محاضرته الآليات التي يجب اتباعها لتسويق المنتج الجديد وهو المحتوى الرقمي العربي للوصول الى صيغة اكثر عائدية منه. اما الدكتور حاتم زهران رئيس مجموعة المحتوى الرقمي بغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات في مصر فتحدث عن المحتوى والمحتوى الرقمي والاعلام مبيناً ان هناك تحديات كثيرة تواجه المحتوى الرقمي العربي وصناعته اهمها تكاتف الدول العربية فمشروع ذاكرة العالم العربي مضت عليه سنتان ونصف السنة ولم يحدث تطوراً نوعياً أو كيفياً في هذا اضافة الى محاولات اخرى كانت في تونس في قمة مجتمع المعلومات وكان الحضور العربي فيها مقارنة بالحضور الافريقي والعالمي ضئيلا جدا. وأشار زهران الى ان التحدي الثاني يكمن في حجم الاستثمارات في المحتوى فالبنية التحتية للمحتوى الرقمي لكي تتم بحاجة لاستثمارات ضخمة تعطي ثمارها فيما بعد ومن ثم ينبغي على الدول العربية الغنية ان تعطي الدول الفقيرة, على حين التحدي الثالث الحقيقي يكمن في وضع المحتوى العربي الرقمي كهدف استراتيجي واتخاذ القرار ودعمه من ناحية وكسلعة اقتصادية لها سوق جديدة تباع وتشترى ويمكن استثمارها في هذا الاتجاه. إطلاق أول محرك بحث عربي بداية العام القادم وتحدث المهندس عبد الرحمن الارغا مدير شركة الارغا انتربرايز التي تعنى بالمحتوى الرقمي العربي في محاضرته عن مشروع اطلاق محرك بحث عربي متعدد اللغات هو الاول من نوعه واوضح للثورة ان المشروع الذي ينطلق بداية العام القادم يشكل ثورة في علم محركات البحث على الويب وهو جزء من منظومة محركات بحث دولية تملكها شركة الارغا ويمكن عبره التشارك بالمعلومات بين الاعضاء المشتركين ونظرائهم في جميع دول العالم مما يسهل تبادل المعلومات وتعزيز الثقافة الانسانية بالمحصلة النهائية. واضاف ان المحرك وعنوانه sy-DiRECTORY.com يسمح بمخاطبة العالم من خلال 8 قطاعات رئيسية هي الطب والهندسة والصناعة والتجارة والقانون والصيدلة والسياحة والمقاولات التي تشكل الوسيلة الوحيدة للتواصل الحضاري بين الناس وهو مترجم الى 9 لغات عالمية رئيسية هي (العربية والانكليزية والتركية والفرنسية والاسبانية والالمانية والايطالية والصينية والروسية) ترجمة يدوية وليست الية بحيث لا يحتاج المستخدم العربي الى اللجوء الى اللغة الانكليزية في البحث عن بيانات أيّ شخص موجود في الخارج. التوصيات أعلن المجتمعون في توصياتهم عن بدء مرحلة الانتقال نحو صناعة المحتوى الرقمي العربي وتشكيل لجنة وطنية تمثل الجهات أصحاب المنفعة من «الوزارات - القطاع الخاص - الجمعيات الأهلية - المصارف ومؤسسات التمويل - الجامعات والمراكز البحثية» مهمته تحديد الرؤية حول صناعة المحتوى الرقمي العربي، ومن ثم وضع استراتيجية وطنية للنهوض بهذه الصناعة تتضمن الاستراتيجية القطاعية لكل جهة. من توجهات هذه الاستراتيجية: - نشر الثقافة المحفزة لتطوير صناعة المحتوى الرقمي، ومجتمع المعلومات. استخدام دراسات اجتماعية ونفسية ومالية في وضع البرامج والخطوات التنفيذية ، و تأمين الكوادر المؤهلة عبر تطوير مناهج واختصاصات جامعية تساعد في صناعة المحتوى الرقمي. - الاهتمام بنوعي الأعمال المذكورة في الفقرة 6 من الحقائق. التعاون مع المنظمات الدولية المطورة للمعايير للحد من إهمال تلك المعايير لحالة اللغة العربية أو لمتطلباتها. - تكامل الاستراتيجيات الوطنية ذات العلاقة «استراتيجية تقانة المعلومات والاتصالات، استراتيجية الحكومة الالكترونية، استراتيجية تعليمية رقمية، استراتيجية ثقافة رقمية، استراتيجية إعلام رقمي..». - العناية بالترجمة والمصطلحاات العربية. وأكدت التوصيات على تشكيل اطار تنسيقي فاعل مدتبط برئاسة الجمهورية يتولى مهام التنسيق ويضع المعايير ويصمم البنية البرمجية القادرة على استيعاب مجمل النشاط الوطني في مجال المحتوى الرقمي ويحدد التوجهات العامة في هذا المجال، والتنسيق مع المنظمات الدولية للاستفادة من خبراتها في وضع معايير عمل ومؤشرات قياس لصناعة المحتوى الرقمي والانتقال بالمواقع الالكترونية للوزارات، والمؤسسات العامة والخاصة والأهلية إلى مستوى صناعة المحتوى الرقمي. وضع معايير متكاملة مرتبطة بالأهداف والمهام للمواقع الرسمية على شبكة الانترنت. وإنشاء مراكز لصناعة المحتوى الرقمي في الوزارات والمؤسسات وإنشاء مراكز تدريب خاصة بصناعة المحتوى الرقمي. وتشجيع شركات الاتصالات الأرضية والخلوية على تعزيز الاستثمارات في المحتوى الرقمي بما يشمل الجوانب الاقتصادية والخدمية. وأشارت التوصيات الى رقمنة الوثائق التي تنتمي مكوناتها الى نموذج المعلومات التنموية ونشر الوثائق والمطبوعات ورسائل التخرج عبر منصة وطنية متاحة للعموم على شبكة الانترنت ضمن معايير محددة واعتماد موقع المؤتمر على شبكة الانترنت www.acnc.sy كنموذج إعلامي لتغطية الفعاليات ذات العلاقة بالمحتوى الرقمي ومتابعة تنفيذ مكونات اعلان المبادئ ودعوة الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية لتطويره ورعايته مستقبلاً. وخلصت التوصيات الى اقامة المشاريع والمبادرات التالية: - بناء الانطولوجية العربية. - اعتماد المسرد الالكتروني التفاعلي في موقع المؤتمر للوصول إلى تعريف واضح للمصطلحات والمفاهيم ذات العلاقة بالمحتوى الرقمي العربي. - رقمنة المكتبة الاذاعية والتلفزيونية والسينمائية في الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون ومؤسسة السينما والإدارة السياسية. - الانتقال بمراكز التوثيق الصحفية والثقافية الى النموذج الرقمي. - إنشاء مركز تعلم الكتروني لتعليم اللغة العربية. - إنشاء مركز السياحة الخائلية. |
|