|
ثقافة تعني جميعها التمسك بثقافة الحياة والحياة وهي مهما اختلفت تشير لمشهد ثقافي سوري يعتمر بثقافة المقاومة، تلك التي تجابه الظلام وثقافته الحاملة للموت لكل شيء حضاري، وقد عالجت الأفلام أفكاراً غنية، كما وضعت كل معطى ثقافي وفكري وحالة من شأنها أن تدعم الثقافة الإنسانية من ضمن أولويات همها الفني.. وتلك الثقافة الإنسانية آمن بها السوريون دوما، فكانت الأساس الراسخ لحضارة بنت الكثير في كل الاتجاهات.. ولطالما كانت الثقافة وفنونها هي الساحة التي يترجم عبرها إرادة حرة، تتحدى الصعاب بلغتها الخاصة.. حيث لمسناها عبر الأعمال الفنية السورية دوما، وعلى مدى تعرض الوطن لأزمة صادرت كل شيء في حياة السوري.. من هنا اجتمعت في المهرجان المعالجات التي دخلت أعماق الناس كما واقعها. برزت مهارة مبدعين محبين لوطنهم ومتقنين لمفردات فنية متألقة، فتميزت الأعمال، ووصلت مقولة الأطروحات في سياق الهم الوطني والاجتماعي والمادي والانساني وحتى الصحي، حيث كل طرح من زاوية.. مثلا (حبر الآن) سيناريو وإخراج: المهند حيدر، ركز على استنهاض الروح والأمل بتوليفة درامية وأدوات خلاقة، حيث التجسيد للرد الحتمي القادر على مواجهة الخراب والدمار، وذلك عبر شخصية الشاعر الذي سيطر عليه اليأس، ليدرك لاحقا ان كلماته قادرة على فعل المعجزات... وعلى منواله نسج الكثير من عوالم الأفلام المتميزة التي حضرت في المهرجان منها كان (خط عسكري) إخراج داني غنام، وكان حول معاناة الناس في اتجاهات كثيرة وفي خضم الازمة. فيلم (روزنامة) تأليف: (رامي كوسا)، إخراج: (ندين تحسين بك). وغيرها الكثير من الأعمال التي أبدعت وتلونت في دخول عوالم مشكلات لابدّ من طرحها. تنوعت العروض والأفكار كي تندمج جميعها في سياق النهوض بالوطن في كافة المجالات حتى الاجتماعي منها، فكان من تلك الأعمال فيلم (غرفة لا أكثر) تأليف: زياد عامر وإخراج علي الماغوط، وقد ركز على جانب اجتماعي يحمل بين سطوره الكثير من المفاهيم والمفارقات التي تعيشها المرأة الشرقية، كما تعمق في ذلك التناقض الكبير الذي تعيشه دوما بين ذاتيتها كإنسانه وبكلّ ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وبين بيئتها التي تصادر الكثير من ميزاتها المتألقة بتأثير عادات وتقاليد متحجرة، تترك أثرها أيضاً على جميع أفراد المجتمع بكون المرأة هي نواته الأهم..غرفة لا أكثر من بطولة (آلاء مصري زاده) (انس الحاج ) (مجد حنا) (عوض قدور). |
|