تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مكافأة نهاية خدمة

البقعة الساخنة
الأحد 20-12-2015
ديب علي حسن

غالبا لاتستمر الاقنعة طويلا حتى تتساقط بفعل عدة عوامل , لعل اولها عدم قدرة مرتديها على الاحتفاظ بها زمنا طويلا ,

فهي شاء ام ابى عبء حقيقي لابد من بذل مجهود كبير للحفاظ عليها ثابتة على الوجه , لكن الامر الذي خالف هذه القاعدة ان ثمة مهرجا في المنطقة استطاع ان يحطم الارقام القياسية في الاحتفاظ بوجوه عدة غير حقيقية , فكلما تبدل وجه او بدأ يتهرأ استبدله بآخر غيره يمد معه فترة من الزمن.‏‏

اردوغان المهرج الذي ارتدى مئات الاقنعة الزائفة وتاجر بالقضايا كلها , بدءا من فلسطين وهو يعرف ماذا تعني في الوجدان العربي , وكيف كانت مسرحيته مع رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيرس ,وما آلت اليه من نتائج حصدها سريعا بفعل المواقف الانفعالية التي تلقفت ما جرى , وكان دخوله الى الفصل الثاني من مسرحيته من خلال آلام الشعب العربي الفلسطيني في غزة ,وحكاية سفينة مرمرة , وبعدها الاندفاعة الكبيرة نحو التغلغل في المنطقة العربية بشتى الوسائل.‏‏

واليوم تتكشف اخر الاقنعة التي دامت عدة اعوام ومعه من يتاجر بها ويزيدها اشتعالا لعلها تؤتي المزيد من الفوائد , ولكن المشهد يصل الى نهاياته التي حددت من زمن , الغاية الاساس التي كانت موضوعة نصب الاعين هي العمل على تفتيت نسيج المنطقة , والعبث بأمنها واستقرارها ,ودفعها نحو اتون المجهول , بحيث تظهر اسرائيل الكيان القوي الوحيد القادر على الاستمرارية والاستقرار يساعدها في ذلك الشرطي العثماني الذي ظن ان دوره في اللعبة سيكون حقيقيا وفاعلا ومؤثرا ,وليس مجرد مهرج مطلوب منه ارتداء القناع بطبقات عدة للوصول الى الغايات المرسومة , ومن ثم الانتهاء منه ومن دوره الذي يطمح اليه , من خلال مشاكله التي كان يتباهى انها صفر في المنطقة مع الجوار , لكنها الان وقد صارت اصفاراً على يمين رقم لاندري ما هو.‏‏

اردوغان في سيرك اسرائيل مهرج صغير لكنه استطاع ان يمد فصل المسرحية لعدة اعوام وربما اتقن دوره, ولكنه انتهى, ومكافأة نهاية الخدمة ان الاسرائيليين رغم ما قدمه يعلنون انهم لايثقون d.hasan09@gmail.com ">به.‏‏

d.hasan09@gmail.com ‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية