|
الكنز الأرض يستعيدها الجيش ولكن ما نفع الأرض إن لم تكن حية تعج بسكانها وأهلها بحاجاتهم ومجتمعاتهم المحلية وتعاملاتهم وهي وظيفة لا تدخل ضمن النطاق العسكري ولا ضمن واجبات الأهالي بل هي واجب على الجهات الخدمية المعنية فيها. الأرض يحررها الجيش ويلتفت إلى سواها ليطهرها من رجس الإرهاب ويعيدها طاهرة نقية معمدة بدم الشهداء الى أهلها ولكن الخدمات هنا تلعب دوراً رئيسياً في إعادة الحياة الى هذه المناطق، فحتى تكون الأرض طاهرة يجب أن تعود إليها الحياة التي يمارسها السوريون على هذه الأرض فذلك ما يعيدها الى حضن الوطن بالدرجة الثانية بعد تضحيات الجيش. الحياة يجب أن تعود.. هذا هو خيارنا الذي حسمنا أمرنا واتخذناه منذ اليوم الأول، وعلى هذا الأساس تحددت وظيفة الحكومة وواجباتها وبالتالي الجهات الخدمية المتفرعة عنها وهي واجبات تقوم بها بعض الجهات بكثير من الدأب والنشاط من دون تراخٍ، كالكهرباء والصحة والتربية ومحافظتي دمشق وريفها ما يجعل منها بحق الصنو الخدمي للعمل العسكري الوطني بتهيئة المناطق لاستقبال الحياة مرة أخرى. جهد كبير يبذله المواطن في تحمل كل الظروف القائمة ما نجم منها عن الأزمة وما نجم عن تعليق بعض المعنيين أسباب تراخي أدائهم على كتفي الأزمة، وما زال المواطن قادراً على ذلك شرط أن تكون كل الجهات من دون استثناء على مستوى تضحيات الجيش والمواطنين على حد سواء. يتحمل المواطن الغلاء ويتحمل الروتين والبيروقراطية، ويتحمل البرد وكذلك الحر، ولكنه لا يتحمل امتيازات من يحصل على الامتيازات تحت عنوان خدمة المواطن بل الأنكى من ذلك من ينظّر بالوطنية ويحاضر بالمواطن في كيفية الوطنية ووجوب التحمل والصمود لأنه يخاطب والحال كذلك مدرسة الصمود بكيفية الصمود. الطرفة التي انتشرت مؤخراً بين الناس ثلاثية المحاور تقول: إن أسوأ ما مر على السوريين خلال الأزمة ثلاثة: - أولهم من أخرج أولاده وأهله من البلاد بداية الأزمة ويعلّم المواطن الصمود. - ثانيهم من يقيم في الخارج ويجني أرباحاً يراكمها ويحث السوريين على التحمل. - ثالثهم وهو الأسوأ من يجلس آمناً مطمئناً في مطعم أو مقهى وينظّر في العمل العسكري وكيفية التكتيكات والخطط العسكرية، بل يتجهبذ بأن هذا من الأساليب جيد وذاك من دون المستوى. وفي هذه الطرفة الكفاية. |
|