تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رهانات خاسرة

شؤون سياسية
الثلاثاء 27-1-2009م
نبيل فوزات نوفل

بعد أن انفضحت الإدارة الأميركية المنصرفة أمام العالم وبعد أن أغرقت بلادها في وحل بلاد الرافدين، وتكسرت أرجلها في جبال أفغانستان، وتمرغ أنفها في جنوب لبنان،

كان لا بد من استبدال الأدوار بين القوى الامبريالية الكبرى، لإعادة السيطرة وتوزيع الأدوار، فمنذ مدة ليست بعيدة بدأ موسم الحج السياسي للكيان الصهيوني، حين أعلن بوش الذي غادر البيت الأبيض ضم اسرائيل للولايات المتحدة الأمريكية ليصبح عدد سكانها 307 ملايين وتبعه آنذاك المستشارة الألمانية التي طلبت الغفران من الكيان الارهابي وباركت أفعاله الارهابية، وربطت أمنه بأمن ألمانيا، أما بريطانيا فحدث ولا حرج، لكن أحداث غزة، كشفت المستور حيث وقف رؤساء الغرب ليعلنوا مساواة القاتل بالقتيل، والمعتدي بالمعتدى عليه، وقد داعبت واشنطن أحلام الأوروبيين بإقامة الاتحاد المتوسطي، فأطلقت يده، ليكمل هذا المخطط، لأنه يصب في الكثير من جوانبه في مشروع الشرق الأوسط، الذي يجعل الكيان الصهيوني جزءاً من المنطقة ، ويلغي الطابع العربي عنها.‏

علمتنا التجربة أن /43 رئيساً/ أمريكياً دخلوا البيت الأبيض حتى الآن كلهم نطقوا بالوعود المعسولة، بعضهم صدق بها على صعيد الولايات المتحدة، ولكنه أبداً لم يصدق بما يعني الكيان الصهيوني، والعرب، أي الصراع العربي الصهيوني، فكانوا جميعاً منحازين وداعمين وراعين لأعمال هذا الكيان الارهابي الاستيطاني ماذا ينبئنا هذا ؟ وعلى ماذا يدل؟!‏

على أي حال مهما كان موقف الدول الاستعمارية، ومهما كان لون من يحكمها فإننا نثق بشعبنا العربي نثق بأمتنا ، وحضارتها وتاريخها، وشبابها، ومقاومتها البطلة في فلسطين ولبنان والعراق، المدعومة من قلعة المقاومة والعروبة، سورية ، ومن الشعوب الإسلامية وعلى رأسها ايران، وتركيا ومن شعوب أميركا اللاتينية المتمثلة بالرئيس شافيز وغيره.‏

وهي قادرة على المواجهة والانتصار، وعلينا أن نعتمد على أنفسنا ، نحن العرب ونتخلص من الأوهام التي عشنا عليها عقوداً من الزمن، وأن نكبر على الخلافات الصغيرة ونلملم جراحاتنا ونعود لتضامننا العربي ونبني قوتنا الذاتية وفي مقدمتها الحفاظ على رغيف خبزنا، الذي هو الأساس في صيانة استقلالنا وسيادتنا الحقيقية والذي هو واجب إنساني ووطني.‏

إن من مصلحة أمتنا العربية الحوار والتعاون مع دول العالم على أساس المصلحة القومية العليا للأمة، وهذه المصلحة لا يصونها إلا الموقف العربي الموحد، والتكامل والتضامن، عندها نستطيع أن نجلس على طاولة المفاوضات مع دول العالم، ونحصل على ما نريد وليس على الفتات على طاولة اللئام.‏

وإننا على ثقة أنه ومهما حاولوا التطاول والتشكيك بخيار المقاومة فسيبقى خيارنا وخيار الشرفاء في هذه الأمة والعالم، وسيكون النصر حليفنا في نهاية المطاف.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية