|
رؤيـــــــة لاتستطيع اللغة أن تحيط بالفعل، خاصة عندما يكون الفعل أكبر من اللغة نفسها، وأعمق من العلاقة بين الحروف، وأوسع وأغنى من الكلمات المشكلة لصور تقارب ذلك الفعل، أو تسعى لمقاربة ،فليس هناك من الكلمات والتعابير ما يفوق التضحية بالجسد والنفس.. فاللغة حينئذ تعجز عن الإحاطة بما يفوقها... ولعل غزة وأهلها هم ذلك الفعل الذي رسم حدود البطولة والكرامة بريشة الدم الحار في مواجهة «ثقافة» الموت التي شربها ذلك الهمجي مع «حليب» الاغتصاب والوحشية التي شكلت مفردات وجوده على مدى سنوات وعقود كان هاجسه الاساسي فيها قتل الفلسطيني صاحب الحق... ومع ذلك، ورغم كل ما يقال ويجري، تبقى ثقافة الحياة بنبضها الدافىء والعفوي، هي الثقافة الأكثر تجذراً في روح الإنسان... وليس التضحية بالنفس ، في سبيل الوطن والحرية، إلا دفاعاً أخيراً عن ثقافة الحياة نفسها.. وليس هناك ثقافة تسمو على ثقافة الحياة... |
|