تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ثلاثة اتجاهات فنية... ضمن أساليب متباعدة

ثقافة
الثلاثاء 27-1-2009م
قصي بدر

تقيم صالة السيد للفنون التشكيلية هذه الأيام معرضاً للفنانين جورج ماهر، هيثم الكردي ورياض الشعار الذين يقدمون فيه مجموعات من أعمالهم التصويرية التي تلخص تجاربهم وتعبر عن مراحلهم الفنية الأخيرة،

من خلال ثلاثة اتجاهات فنية مختلفة وبالتالي ضمن أساليب متباعدة يجمعها بعض المواضيع المتناولة في أعداد قليلة من اللوحات والتي تعود لاثنين من الفنانين العارضين.‏

يرصد الفنان هيثم الكردي مجموعة كبيرة من اللوحات التي تختلف في أبعادها بين صغيرة ومتوسطة وفي أغلب هذه الأعمال يتناول الفنان الطبيعة من خلال المناظر التي يلتقطها من بيئات متنوعة إضافة إلى أنه يهوى مناظر الورود والأزهار الموضوعة في (فازات) مختلفة وينقلها بآليات إبداعية معينة تجعلها تظـهر على السطح بهيئة تجعل الطبيعة الصامتة في لوحة الكردي انطباعية إلى حد ما بحيث تبقى اللمسة الفنية واحدة في كل من تلك التناولات على الرغم من الطرق التقنية التي تختلف في حدود ضيقة بين عمل وآخر وأما المقاطع التي اتخذها من الحارات القديمة في المدينة والتي جاءت فيها اللمسات متجاورة ومتداخلة ومشبعة بالضوء وذات سماكات متنوعة كانت الأجمل في أعماله وهي التي أصلت الاتجاه لديه لنقول إن أعماله انطلقت من الواقعية لتصبح واقعية انطباعية إلى حد يبدو فيه الوضوح.‏

وأما الفنان جورج ماهر فيعود من جديد عبر أعمال واقعية تعبيرية أو رمزية تتناول موضوعات مختلفة تتنوع بين شعبية وإنسانية وكل ما يقدم يعود فينا بالذاكرة إلى عصر النهضة من خلال الأجواء التي تضعنا فيها أعماله وأبرز مافي أعماله الحركية التي تظهر جلية إضافة إلى الحركات التي تـظهر بها شخوصه وبخاصة النساء اللاتي تلتف أجسادها وأطرافها في حركات مختلفة وغريبة إلى حد ما وتحلق في فضاء اللوحة وتطير في فضاء المكان الذي يتخيله الفنان ويقدمه بهذا الشكل.‏

وما يميز أعمال الفنان ماهر أيضاً طريقته في العمل والتي نراها حاضرة باستمرار مع مزيد من التطور الواضح فهو يظهر مساحة اللون والخط والصياغة بشكل عام من خلال القشط على السطح بتقنية خصت أسلوب الفنان بمزيد من التميز والحضور.‏

يقدم الفنان رياض الشعار تجربة فنية ملفتة إلى حد كبير فبدت أعماله مشبعة بالمشاعر الإنسانية ومحرضة لمزيد من الانفعالات من خلال دفئها وتعبيريتها القوية والسلاسة التي ظهرت بها فهي تندرج ضمن الاتجاهات التعبيرية وتتناول حالات مختلفة لمزيد من البشر وبخاصة للنساء منهم وأما التناول التقني فبدا متقدماً من حيث النتائج والجماليات التي أبرزها ما أكد أداء عالياً من الفنان الذي يستغرق في سطح لوحته منقباً في عمقها ومكنوناتها لتظهر أعماله بهذه القيم وليضعنا كمتلقين في حالة من المتعة والتذوق الكبيرين تفوق ما أحسسنا به في التجربتين الأخيرتين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية