|
عزف منفرد وعندما أقول (الاقتصاديين) أقصد الذين يتوقع منهم أن يتكهنوا بالأزمة أو أن يقرعوا أجراس الإنذار مبكراً... نقصد مجموعة كبيرة من الباحثين وعلماء الاقتصاد، أضف إلى ذلك خبراء صندوق النقد وخبراء البنك الدولي، ووسطاء الاستثمار وإلى القائمة يمكن أن نشير بلون مختلف إلى خبراء قطاعات محددة تأثرت بالأزمة بصورة مباشرة مثل قطاع المصارف، والعقارات، والشركات المالية. هؤلاء جميعاً.. لماذا لم يقدموا تحذيراً عن الأزمة... بينما وبلا خجل بدأ كل منهم يعطي التفسير تلو التفسير، ويتحفنا بتحليلات عن الأسباب التي أدت إلى هذا الانهيار؟! مثل هذا الفشل الذريع يقودنا إلى سؤال آخر يشكك في كون (علم الاقتصاد) علماً!! بمعنى آخر: بدأ كثيرون يتحدثون أن مقومات العلم لاتنطبق على الاقتصاد... ومن سميناهم علماء اقتصاد ليسوا علماء!!. د. جلال أمين قال ذلك مؤخراً في كتاب عنوانه يقدم هذا الشك بطريقة ذكية (فلسفة علم الاقتصاد.. بحث في الأسس غير العلمية لعلم الاقتصاد) وأرجو أن ندقق في الأسس غير العلمية (لعلم الاقتصاد) فهي لب الموضوع. خبير في صندوق النقد الدولي اسمه ستانلي فيشر له عبارة جميلة (لايوجد نظرية واحدة يجمع كل الاقتصاديين على صحتها دون أن تكون بديهية أو مجرد تحصيل حاصل). أخيراً: الأزمة المالية وبغض النظر عن أسبابها ودواعيها فإن الفشل في توقعها يعتبر ضربة قاصمة لصدقية علماء الاقتصاد والباحثين والخبراء الذين كنا ننظر إليهم على أنهم (حواسيب ذكية مسخت على شكل إنسان)!! فإذا بنا نجد أنفسنا أمام منجمين نضطر أن نقول عنهم كذب الاقتصاديون وإن صدقوا. لكن أخطر مافي الموضوع أن تسمع أن كل ماجرى (مؤامرة)!!. ورغم أنني من المؤمنين بأن عالمنا مليء بالمؤامرات القذرة صغيرة وكبيرة إلا أنه من غير الممكن أن يشارك هذا الكم الهائل بهذه المؤامرة المميتة. ملاحظة زائدة: أحدهم قال إذا كانت الأرانب تتنبأ بالزلازل لماذا أصحاب الأرانب لم يتمكنوا من شم رائحة الحريق في شركاتهم؟!!. Awad- af@ scs-net.org |
|