تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«تويتر» يخترق آل سعود .. ويستقطب قرابة 200 ألف متابع ... معلومات تفضح فساد الأمراء.. ودعوات للتظاهر

وكالات - الثورة
الصفحة الأولى
الأحد 19-2-2012
بدأت النار التي أشعلها ملوك وأمراء الطوارئ في الخليج العربي تحرق أصابعهم، ووصل البل لذقونهم، تماماً كما سقطت أوراق التوت واحدة تلو الأخرى لتكشف عمالتهم وتواطؤهم لواشنطن ولندن وباريس،

ظناً منهم أن هذه العواصم ستحميهم من الفضائح والتجاوزات التي يمارسونها بحق شعوبهم، كيف لا والمشروع الأميركي الغربي الإسرائيلي لن يستثني أحداً، على الأقل على ذمة بعض التصريحات غير المباشرة التي رمى بها السياسيون الأميركيون المخضرمون، وأن الدور قادم على السعوديين والقطريين وغيرهم كما هو عند البحرينيين.‏

وفي هذا السياق نشرت صحيفة الأخبار تحقيقا كشفت فيه أن أمراء سعوديين يسرّبون فضائح أبناء وأحفاد الملك عبد العزيز إلى شخص يدعى «مجتهد» لينشرها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».‏

وذكر التحقيق أنه مع نهاية الشهر الماضي، كان السعوديون على موعد مع تحذير أطلقه المفتي العام عبد العزيز آل الشيخ من موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «داعياً المسلمين إلى الترفّع عنه».‏

صاغ المفتي مبررات تحذيره، مشيراً إلى أن «تويتر» فيه «ترويج لأكاذيب باطلة، وفيه من يصدر فتاوى من دون علم، وغير مدعَّمة بالدليل، وأنه يحوي طعناً بشخصيات دينية واجتماعية». إلا أن هذه المبررات لم تقنع الكثيرين ودفعتهم إلى التساؤل عن السبب الحقيقي الذي دعا المفتي السعودي إلى إطلاق تحذيره من «تويتر» دون غيره من المواقع أو المنتديات التي يقبل عليها السعوديون بكثرة.‏

والسؤال ما الذي يجري على صفحات موقع التواصل الاجتماعي، الذي تشير الإحصاءات إلى أن المواطنين السعوديين يحتلون عربياً المرتبة الأولى في استخدامه؟‏

فبقليل من التدقيق حسب الصحيفة، يتبين أن بالفعل ثمة ما هو غير اعتيادي يدور في «تويتر». صاحب حساب يدعى «مجتهد»، يقوم بنحو متواصل منذ الثاني من شهر تشرين بنشر أخبار حول أبرز أمراء الأسرة الحاكمة، يكشف فيها بعضاً من فسادهم وفضائحهم المالية، إلى جانب إسرافهم في الحياة الخاصة على حساب خزينة الدولة.‏

حيث شملت قائمة «مجتهد» حتى موعد نشر التحقيق أمس كلاً من الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز وعدد من أبنائه، رئيس الديوان الملكي خالد التويجري، ولي العهد السعودي نايف بن عبد العزيز، الذي أفاد «مجتهد» عن قيامه قبل فترة وجيزة بعملية قسطرة، ونجله الأمير سعود الذي يشغل حالياً منصب رئيس ديوان والده. كذلك ضمت اللائحة وزير الدفاع سلمان بن عبد العزيز، نائب وزير الدفاع خالد بن سلطان، الأمير طلال بن عبد العزيز، رئيس نادي الهلال السعودي عبد الرحمن بن مساعد، الأمير نايف بن ممدوح، والرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبد اللطيف آل الشيخ.‏

إلا أن النصيب الأكبر من القائمة نالها النجل الأصغر للملك السعودي السابق فهد، عبد العزيز، أو «عزوز» كما يلقبه «مجتهد» في تغريداته أو قائمته، التي اختار من خلالها تمرير معلوماته على هيئة تساؤلات. تغريدات تبدأ بالتكلفة الخيالية للقصور التي يمتلكها عبد العزيز بن فهد في المملكة والتكاليف الباهظة لهذه القصور والتي تساوي مليارات الريالات السعودية فضلاً عن المساحات الواسعة لها وعدد سنوات التنفيذ والأراضي الشاسعة التي يمتلكونها والتي تقدر بعشرات مليارات الريالات أيضاً، وكشفت القائمة أيضاً عن تفاصيل لخلافات بين الأسرة الحاكمة جوهرها النزاع الدائم على السلطة والجاه والوظائف المهمة والزعامة.‏

كما لم يغب عن «مجتهد» الحديث عن تفاصيل فساد نائب وزير الدفاع الحالي، خالد بن سلطان، وتحديداً في صفقات الأسلحة وكيفية تضخيم قيمتها الحقيقية، بما في ذلك الصفقة الأخيرة مع الولايات المتحدة، فضلاً عن التلاعب في أسعار أسهم بعض الشركات.‏

وعلى هذا المنوال، نجح «مجتهد» في هذه الفترة الوجيزة في استقطاب قرابة ٢٠٠ ألف متابع على الموقع، مسبباً حالة استنفار غير معلنة داخل الأسرة الحاكمة، في محاولة لكشف هويته على أمل وضع حد لتغريداته، وخصوصاً أن متابعيه باتوا يترقبونه للاطلاع على أحدث التفاصيل عن خفايا ما يجري خلف أسوار القصور المغلقة لأمراء المملكة أو في شركاتهم وحتى أسفارهم.‏

أما عن المقبل من الأيام، فيؤكد «مجتهد»، الذي تواصلت الصحيفة معه عبر البريد الإلكتروني، أنه سيحمل المزيد من المفاجآت؛ لأن العمل لن يقتصر على مجرد نشر التغريدات. وفيما يصر «مجتهد» على عدم الخوض في تفاصيل هويته الحقيقية بسبب «الاحتياطات الأمنية»، يكتفي بالقول إنه «يمكن لأي شخص أن يضع نظريته»، وذلك رداً على ما يتردد في الأوساط السعودية بأنه «إما أحد أفراد العائلة الحاكمة» أو أنه «شخص كان حتى وقت قريب مقرب من دوائر صنع القرار»، نظراً إلى دقة المعلومات التي يتولى الكشف عنها.‏

في المقابل، يؤكد «مجتهد» أن مصدر المعلومات التي يقدمها «عدة جهات داخل العائلة الحاكمة، بينهم أمراء، وبينهم من يعملون في أماكن حساسة».‏

ووجه «مجتهد» خمس رسائل اختارها قبل أيام مؤكداً أهمية وصولها إلى الشعب السعودي بعد الصدى الذي لقيته تغريداته، ولكي لا يذهب ما كشف فيها أدراج الرياح. وتضمنت الرسالة الأولى أن يدرك السعوديون حجم الفساد الموجود في بلدهم، ويدركوا أنهم يعيشون في ظلام وتضليل، وأنه يتم التلاعب بهم. أما الرسالة الثانية، كي يدركوا أن المال المسروق مالهم والأراضي المغتصبة أراضيهم والحقوق المنهوبة حقوقهم. فيما الرسالة الثالثة هي أن يدركوا أن الفساد المطلق وتضييع الحقوق سببهما السلطة المطلقة التي جعلت الشعب صفراً على الشمال. رابعاً، يطالب «مجتهد» السعوديين بأن يدركوا أن حل كل مشكلاتهم لا يمكن أن يحصل من دون تحرك عملي، لا بالكتابات والخطابات. أما الرسالة الأخيرة فهي أن يتخلصوا من كل التخوفات التي يدعيها رجال المباحث وتشويه صورة دعاة الإصلاح.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية