تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الربيع السوري

ملحق ثقافي
2012/9/4
هيلانة عطا الله :تعلو الأصوات تمور

وبريق يخترق الليلا‏

ودماء العز تفور‏

تروي أرض الشام الثكلى‏

وجماهير في كل مكان‏

من أين يجيء الطوفان؟‏

من أين تجيء الليلة ريح‏

أو عاصفة‏

أو سد؟‏

كل الأبواب محكمة‏

والأفق الممتد بلا حد‏

يا شعبي الواقف‏

في قلب المذبحة الكبرى‏

بين الجزر وبين المد‏

قِفْ وتأهب‏

فعلى أبوابك تاريخ مشلول‏

مقطوع اليد‏

يتأبط أكفاناً سوداً‏

ويحشرج فيه الرمق‏

والشام هناك ترى‏

شهقات الحق وتحترق‏

أبياتي ثكلى يا أختي‏

ما عاد يطاوعها الألق‏

صلبوكِ اليوم ولكن‏

حزنكِ يصرخ لا يرجو‏

كي يتشظى فيه الشفق‏

فتصوغين الجرح هتافاً:‏

الأعراب تلاقوا‏

وعلينا اتفقوا!‏

أبياتي ثكلى يا أختي‏

كيف يغنِّيها شعري؟‏

كيف يواتيها صبري؟‏

في دنيا الغربِ زعاماتٌ‏

باعوا الشمسَ بشربة خمر‏

فالقوم سكارى‏

من خمر سياسات العُهرِ‏

والفجر توارى‏

ضاع بسرداب القهر‏

في كل فؤاد من بلدي جرح‏

يسقي الأرض أنيناً‏

طوراً يغفو‏

طوراً يصحو‏

والورد الأحمر أشلاء‏

وهشيمٌ يذروه القمح‏

وملوكُ العربِ بأمريكا‏

لا حول لديها ولا قوهْ‏

قد نسيتْ ما تعني النخوهْ‏

فعليكَ – إله البشر –‏

يتوكل كل البشر‏

وعلى شاشات البث بيارقْ‏

عربياتٌ.. عربياتْ!!‏

تعلن عشقاً للحريهْ‏

مؤتمراتُ العصر سوابق‏

تتحمل أوزار قضيهْ‏

لكن خلف الليل وثائق‏

وولاءات للعبريهْ‏

وعليك – إله البشر –‏

يتوكل كل البشر‏

يا وطني،‏

يا وطني الحلو أيا وطني‏

تبكي من داء يستشري‏

والبيد تنام على وسن‏

كم باعوكَ، وكم ردوكَ‏

وأنت تصيح بهاماتٍ‏

صارتْ أشبه بالوثن‏

أدمنتَ الغدرا‏

وشربتَ البحرا‏

لكنَّ نجيعك ما ماتْ‏

يا شعب الطعناتْ‏

هذا جمهورك في الطرقات‏

يرتدّ إلى رحم التاريخِ‏

إلى النافذة المفتوحهْ‏

يتلمس عشقاً شامياً‏

كي يشفي نفساً مجروحهْ‏

لكن لن يرضى أبداً‏

إلا موتاً فوق السكينْ‏

والحق الحق مبينْ‏

والموت وقوفاً‏

فرداً وصفوفاً‏

والموت نزيفاً‏

والموت عديدَ الجنسياتْ‏

لكن الموت السوري سقوطٌ‏

أبداً للأعلى منذ انبلج التاريخُ‏

إلى عصر السلطاتْ‏

واليومَ بريقٌ يخترق الليلا‏

كالعشق سفيرَ الوجه ولا أحلى‏

لم يبصر إلا الشامَ‏

بلاد الحب‏

وصحو الدربِ‏

أحلاماً كعصير الكرمهْ‏

تتلألأ في العينينْ‏

كذلك تسمو فينا الهمهْ‏

كي نحبط أوهام التنينْ‏

لستَ حزيناً يا شعبي‏

أنت ربيعٌ سوريٌّ‏

ينشر أطياب النسرينْ‏

من طهر دماكَ سيولدُ فجرٌ‏

وستهدي الكون بساتينْ‏

يا شعبَ الصحوةِ أمطِرْ‏

برداً وسلاماً‏

كَحِّلْ جفنَ المجد وسَطِّرْ‏

خارطة الزمن الصعبِ‏

في القرن الواحد والعشرينْ.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية