|
ملحق ثقافي كتاباته العاطفية في كتاب كبار من أمثال: لامارتين وفيكتور هوغو وألكسندر دوماس وبلزاك. ولد فرانسوا رونيه دو شاتوبريان في سان مالو غرب فرنسا عام 1768لأسرة أرستقراطية، وكان والده مستكشفاً، سافر كثيراً حول العالم، وجمع ثروة كبيرة. ورث شاتوبريان حب الترحال من والده، فطاف في القارة الأمريكية، ثم توجه نحو الشرق، كتب تفاصيل رحلته هذه في كتاب «الطريق من باريس إلى القدس». كان في الحادية والعشرين من عمره عندما قامت الثورة الفرنسية، التي دمرت بعض أحلام الفتى ودفعته إلى التفكير بالخروج من وطنه، إذ شاهد كيف قطعت رؤوس كبار المفكرين، وهو يقول حول هذا: «كان عليّ أن أشهد على قطرات الدم الأولى التي ستتحول إلى أنهار بفعل الثورة». غادر إلى أمريكا عام 1791، ليتعرف على حياة الهنود الحمر الفطرية. وفي عام 1806 تابع رحلاته، ولكن هذه المرة كانت وجهته الشرق: «درت دورة كاملة حول البحر المتوسط. زرت إسبارطا. مررت بأثينا. حللت بالقدس. رسوت بالإسكندرية. شاهدت آثار قرطاج. واستسلمت في النهاية لروعة قصر الحمراء في الأندلس». وكتب حول هذه الرحلة كتاباً بعنوان «رحلة من باريس إلى القدس، ومن القدس إلى باريس مروراً باليونان والعودة إلى مصر وبلاد البرابرة وإسبانيا». كتب عدة كتب اشتهرت جميعها، وقد وجه بعضها إلى نابليون، منها «أتالا ورينيه»، «الشهداء»، العبقرية المسيحية»، «مذكرات ما وراء القبر»، ولكن هذه الكتب تراجعت شهرتها مع سقوط نابليون وخسارته لمعركة واترلو. من خلال كتبه، يبرز شاتوبريان منحازاً إلى الغرب في تفوقه الحضاري، فهو ينسب إليه التقدم، وينظر إلى الشعوب الأخرى نظرة دونية. ولهذا فقد ناله النقد بسبب هذه العنصرية، من كبار كتاب الغرب والشرق معاً. ومع هذا فهو يقول في وصفه رحلته إلى الشرق: «إن مساري، إنما هو مسار رجل انطلق أصلاً إلى حيث يرى السماء والأرض والماء، ثم عاد إلى دياره وفي رأسه بعض الصور الجديدة، وفي فؤاده بعض المشاعر الإضافية». نشر كتاب «من بونابرت إلى آل بوربون»، وهرب في العام 1815 بعد عودة نابوليون، وعاد في منصب وزير بعد سقوط نابليون. ومات عام 1848. okbazeidan@yahoo.com |
|