تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أدب المذكرات .. في محاضرة

ثقافة
الأربعاء 9/3/2005 م
اديب مخزوم

الى اي مدى يقترب كاتب المذكرات او السيرة الذاتية

من التقاط زهوة حضور ملامح الصورة الحياتية الصادقة والى اي مدى يبتعد عن التقاط تفاصيل بانوراما السيرة الذاتية الحقيقية مقترباً بذلك من التأويل والاجتهاد والسرد المفتعل.‏

تساؤلات طرحها الكاتب والصحفي الزميل ديب علي حسن في مستهل المحاضرة التي القاها في قاعة المركز الثقافي العربي بدمشق تحت عنوان ( ادب المذكرات ) .‏

واكد المحاضر في مستهل حديثه ايضا على انه مغرم بأدب المذكرات وهذا ما يفسر على الاقل دعوته لسماع هذه المحاضرة موضحا الفروقات بين ادب المذكرات والسيرة الذاتية فالاولى يكتبها صاحبها في حين يكتب السيرة الذاتية شخص اخر كما اشار الى ان كتب المذكرات تأخذ اهميتها من كونها تأتي في قائمة الكتب الاكثر رواجا ولا سيما كتاب بيل كلينتون - حياتي ومذكرات هيلاري كلينتون .. ثم حاول اجراء مقاربة بين بعض الكتب التي اثارت اهتمامه مؤكدا على اهمية كتب المذكرات في تكريس الشخصية وجعلها اكثر رسوخا في الذاكرة الجماعية والوجدان العام .‏

وتوقف عند بعض الاسماء البارزة التي تركت اثرها الواضح في ادب السيرة الذاتية( امثال : طه حسين , جان جاك روسو, هنري كيسنجر, بابلونيرودا , ميخائيل نعيمة ,وغيرهم ) محاولا تحديد الخطوط العريضة التي ميزت حياة وابداع كل شخصية ومنوها الى ان هذه الشخصيات عاشت احداثا مهمة تأثرت واثرت بها الشيء الذي يجعل سيرة هؤلاء تشكل نقطة اضاءة يمكن من خلالها اكتشاف الماضي واستشراف المستقبل .‏

وفي سياق استعراضه لمذكرات نيلسون مانديلا التي صدرت ترجمتها العربية في لبنان خلال العام الماضي اشار الى انه لم يقدم نفسه بطلا انما اختصر نضاله بالآتي :( حاربت هيمنة البيض وكنت اسعى الى حياة ديمقراطية عشت من اجل تحقيق هذا الهدف وانا مستعد للموت من اجل ذلك ).‏

ولقد استعاد تداعيات طفولة مانديلا كما جاءت في سيرته الذاتية : ولدت في بيئة متواضعة لم يكن اسمي مانديلا كنت الاصغر بين اربعة اولاد وكانت ولادتي في 18 تموز 1918 ثم انتقل للحديث عن رزانته كما وصفها في مذكراته - مساحتها سبعة اقدام مربعة جدرانها رطبة فيها اغطية رقيقة رغم انها باردة .. اسوأ ما في السجن ان تكون سجين نفسك و قضاء 27 سنة في السجن مأساة... ثم انتقل المحاضر للحديث عن فترة مابعد خروجه من السجن ومن ثم وصوله الى رئاسة جمهورية جنوب افريقيا.‏

ثم توقف عند بعض النقاط التي تضمنتها مذكرات هيلاري كلينتون واستهل حديثه عنها بالقول: انها تصرفت ببراعة حين انتشرت فضيحة مونيكا - كلينتون , حيث قالت بحكمة: لا نريد ان نخسر رئاسة الجمهورية .. رغم انها تقول في مكان آخر ( وددت لو ادق عنقه .. لكنه رئيس).‏

معتبرا انها قدمت نفسها في ( تاريخ عشته ) دون رتوش او ماكياج مسعينا بمقتطفات من مذكراتها فهي تصف نفسها انها من الطبقة الوسطى وبأن والدتها عاشت حياة مضطربة وغير مستقرة ولهذا انتقلت للعيش عند جدتها في كاليفورنيا, ولا زمتها المعاناة الى ان وجدت عملا لها كما تشير الى ان والدها كان صارماً دائما مع اولاده ولم يكن قاسيا معها.‏

وعن بدايات تعرفها على بيل كلينتون تقول : عندما رأيته لاول مرة كان يلقي خطبة بين الطلاب ..كنت احبه لكنني كنت قلقة اما هو فقد كان يحدد الاهداف حين طلب مني ان اتزوجه كنت ارفضه في البدايات .‏

وتوقف المحاضر عند مذكرات العماد اول مصطفى طلاس (مرآة حياتي) مركزا على بعض الاجزاء التي اعتبرها الاهم ومنوها الى ان المذكرات تتوقف عند تحولات ومنعطفات وهزت العالم العربي.‏

وتطرق الى مذكرات اخرى لها علاقة بالاحداث الكبرى التي عاشتها سورية في مراحل سابقة من ضمنها( حياتي والاعدام ) لمحمد ابراهيم العلي متوقفا عند بعض الفقرات التي وردت فيها .‏

والقى بعض الاضواء على جوانب من مذكرات الشاعر محمد مهدي الجواهري مؤكدا انه كان عاشقا للمرأة الى الحد الذي يجعله قادرا على خطف الاضواء من نزار قباني .‏

هذا الهاجس الذي يرافقنا يجعلنا مصرين على متابعة فصول مذكراته فهو على سبيل المثال يقول : انه يتمنى ان يعود الى الحياة وينهض من قبره ليرى الحسناوات وفي مكان اخر يقول : انه لا يخاف انفجار الطائرة التي يكون فيها طالما فيها مضيفات جميلات .‏

ومن خلال استعراضه لبعض فقرات مذكرات فدوى طوقان رأى انها ظلمت ولا سيما انها حاولت الانتحار اكثر من مرة لكنها استطاعت النهوض والتغلب على معاناتها ولقد اشار رجاء النقاش الى بعض فصول تلك المرحلة كماتوقف عند رسائل غادة السمان الى غسان كنفاني واخذ على رياض نجيب الريس الذي اراد تحميل جيلنا ما هو موجود .‏

ثم فتح باب الحوار مع الحضور حيث طرحت عدة تساؤلات قديكون اهمها عن مكانة ادب المذكرات في معايير النقد الادبي المعاصر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية