تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أجنحـــــة وحصــــاة

رؤية
الأربعاء 8-9-2010م
سوزان ابراهيم

يمكن تلخيص القضايا التي تدور في أروقة العالم, ما ظهر منها وما استتر, بمفردتين: الجذور والأجنحة, وهذا رأي صائب يحتمل الخطأ, أو هو رأي خاطئ يحتمل الصواب.

إنه سباق لشد الحبال, يدعي فيه كل فريق قدرته وتفوقه وبالتالي حقه في جر الآخر إلى جهته واعتباره خاسراً, وهذا قابل للتطبيق في كل المجالات وخاصة منها المجال الثقافي والقيمي والعقيدي...‏

كل طرف يدّعي عمق جذوره الضاربة في أرض التاريخ, مع أن علم الأركيولوجيا يثبت بين حين وآخر وجوداً بشرياً غارقاً في القدم في أرجاء واسعة من الكرة الأرضية. فلِمَ لا نترك الجذور التي تحولت عن وظيفتها في تثبيتنا في وجه العاصفة, لتصبح قيداً يضبط محور الحركة ويمنع التقدم.‏

قلة من البشر فقط  تحاول اختراع أجنحة, فالأجنحة هي من يكشف لنا آفاقاً جديدة لا حدّ لها, وهي وسيلة النقل القادرة على حملنا إلى فضاء الخيال والأحلام, وهي التي ترتفع بنا وتمنحنا زاوية رؤية أكثر اتساعاً وشمولية.‏

امتلاك الأجنحة ضرورة ومطلب عاجل, لكننا نتعامل معها بمنطق رئيس مدينة البندقية الذي قدم مفتاح مدينته لجنرال أمريكي احتلها, وكي يساعده في حل أمورها, قدم للجنرال حصاة كبيرة وقال:‏

هذه الحصاة ثمينة جداً, كلما وصلتك رسالة مختومة مكتوب عليها (عاجل جداً) ضع هذه الحصاة عليها, ولا تقرأها, وهكذا ستسير الأمور على أحسن حال.‏

suzani@aloola.sy

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية