|
ملحق ثقافي
لعلي أرى وجهاً يشبهُ وجهكِ لعلي أرى زهرةً تشبهُ عطركِ.. ويكبرُ حنيني إليكِ ليصبحَ شلال دفءٍ، يغيرُ شكلَ الوجود.. عندما كنت بعيداً عنكِ كنتِ الكلامَ وكلَّ الحضور اكتشفت بأنكِ أحلى النساء وأذكى النساء وأنكِ أنتِ عروسُ البحرِ يجيئُني طيفكِ عند المساء.. لوجهكِ أنتِ تفيضُ الخصوبةُ بأرض الغرام والحنين ويُزهرُ قلبي يُحاكي السماء..احتج صقرش: - هذا طعن برجولتي سيدي! - هل أنت واثق من رجولتك؟ - مثل ثقة قمطرة ! قالت دندنة: - اسمع يا صقرش، وأنت يا قمطرة، هنا محكمة وليس مكاناً للحزازير، متى كان زواجكما، وهل هو شرعي حسب الأصول؟ ردت قمطرة: - طبعاً شرعي، عند المأذون، وبحضور شاهدين هما الحكيم بشير والأرقش.. هل هذه حزورة؟ زجرها رئيس المحكمة: - تأدبي يا قمطرة، واشرحي لنا كل شيء، منذ عقد الزواج الشرعي، إلى ليلة الدخلة. - لم تكن الدنيا ليلاً بل نهاراً، ولم تكن هناك دخلة كما هي الأصول، تزوجنا وذهبنا إلى الغابة! - وماذا فعلتما في الغابة؟ ألم يكن هناك زواج بينكما، كما بين العريس والعروس؟ - كان بيننا نون وراء، فقط لا غير.. ثم لماذا الكلام بالفصحى؟ أنا لا أفهم إلا بالكلام العامي الدارج، وقد قرأت الكتب القديمة، ووجدت أسلافنا يسمون ذلك الشيء باسمه، واسمه يبدأ بحرف النون. -أنا لم اقل لـ زوجتي مثل هذا الكلام.. -وكيف تمت تلك المسألة؟ على الساكت؟ افهمني سيدي، لاعيب في الحلال انت قلت لعروسك كلمة ماغير هذه،ماهي؟ النون طبعاً،وإلا جعلتني اعتقد أن زوجتك لاتزال آنسة مثلي.. قال رئيس المحكمة الصبر: -طيب ياقمْطرة، قلت حرف النون،كما قال زوجك صقرش، وبعد؟ -مثل قبل تماماً.. لماذا انت ضيق الخلق؟ المسألة خطيرة..ضحك القاضي وتضاحك الحاضرون، واربد وجه دندنة فصاحت: - الاتخجلين ياقمْطرة ؟ قالت قمْطرة: -اخجل مثلك ومثل كل النساء،وبعض الرجال أيضاً، لكن المسألة -اخرسي ! -ولماذا اخرس ما دمت على الخط تماماً، وفي لب المسألة، ولاعيب في الحلال؟ هل أنت آنسة مثلي؟ صاح القاضي مستعيداً هيبته: -ياقمْطرة، ياشيطانة، يابنت ألف.. انتهينا من المسألة فإياك والعودة إليها.. هل تسمعين؟ ماذا جرى بينك وبين هذا البهيم صقرش؟ -دخلنا في حرف الراء.. ولكنني، قبل الكلام على الرأي،اسأل الدفاع: هل أنا على الخط؟ قال محامي الدفاع الصياد مغاور: - انت على الخط تماماً واقسم برحمة زوجي التي توفاها الله صبية، في عز شبابها.. -قبل النون أم بعدها كانت الوفاة ؟ - وما علاقتك انت بذلك؟ - علاقة المرأة بالمرأة ياجناب المحامي.. وهذه العلاقة تعيدنا الى النقطة التي بدأنا منها.. |
|