|
لوفيغارو لكن تستمر المذاهب الفكرية نفسها بالتضارب ضمن إطار معارضة تعيق وضوح آفاق السياسات الممكنة, ولفهم المذاهب السياسية لابد لنا من فهم العالم كما هو, ما يسهل معرفتنا للأمور من حولنا. كان يقول جون روبنسون: (إذا كان من الصعب وصف الفيل, لكن من السهل أن تعرفه حين تلقاه), أي فيل سنلتقي? نحن نعيش عولمة عالم مشكل من دول متحدة لا يوجد بينها فواصل أقيم في وسطها سوق اجمالية ولا يمكن لأي إنسان أن يتصور اليوم تلاشي هذه الدول المتحدة على حساب حكومة اجمالية سوى في خياله الخصب وفي كتب الخيال العلمي. فالعالم هكذا مقسم ليس بشكل مصطنع لكن بشكل تلقائي, نتيجة حاجة الإنسان للعيش في إطار المجتمع, هذه الحاجة تشكل المهمة الأكثر بروزاً في الدول, مهمة حماية شعوبها. لأننا نلاحظ تفاوت القوة بين الدول الكبرى والعادية, وتمارس مهمة الحماية هذه بطريقة لاتنافسية لكنها أكثر تميزاً. يمكن القول بشكل آخر: السوق الفعلية الاجمالية هي (المكان) الذي تتواجه فيه القوى المختلفة, وأنماط حماية مختلفة, هذه الحالة للعالم بعيدة جداً عن الليبرالية الموصوفة في كتب الاقتصاد الوجيزة وهو أن النفوذ والحماية لم يشكلا إدارة نظرية قوية مع السوق. فكثيراً ما سمعنا أنه إذا كانت الولايات المتحدة سمحت لنفسها بحدوث عجز خارجي ما, ذلك لأنها صاحبة الحق الملكي في سك العملة على الصعيد العالمي, الأمثلة كثيرة فدولة كهذه تفضل بضائع دولة أخرى لأسباب لا علاقة لها بالترشيد الاقتصادي إنما لها علاقة بالترشيد العام أو الدولي. من منا لا يحلم بوجود ديمقراطية عالمية حيث يحظى جميع سكان الأرض بنفس الاهتمام? هل حان الوقت للبدء ببناء كهذا, وتصور بعض المؤسسات, إن الصعوبات التي تواجه الديمقراطية الأوروبية تثبت أن الطريق طويل وشائك. |
|