تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


يستعدان للحرب التالية .. النجدة!!

الانترنت- عن موقع Anti War
ترجمة
الأحد 25 /3/2007
ترجمة رندة القاسم

خلال الأيام الماضية ظهر إعلان كبير جدا في الصحف موقع من قبل جماعة أطلقت على نفسها ( الجنود الاحتياط) وقالوا انهم يمثلون الاحتياط المحبطين من الحرب الأخيرة.

وقد وضع الاعلان كل الاسباب لابعاد اولمرت عن السلطة وبلغ ذروته بتحذير رهيب يقول:(إنه سيبقى في كرسيه ويوجه الحرب التالية).‏

ربما كان هذا هو بالضبط ما يدور في رأسه فنحن لم نملك أبدا من قبل رئيس وزراء غائص هكذا في مستنقع المشاكل , وخلال أسابيع ستقوم لجنة التحقيق حول حرب لبنان الثانية بنشر نتائجها, وفي الواقع أولمرت نفسه من عين اللجنة واختار اعضائها لتفادي السقوط في يد هيئة التحقيق القضائية التي يعين اعضاؤها من قبل المحكمة العليا والذين سيراعون مشاعره أقل بكثير مما تفعل اللجنة. ولكن رغم ذلك سينجو بمعجزة فقط من نتائج اللجنة وفي نفس الوقت يتم التحقيق من قبل الشرطة في اتهامات فساد ضده.‏

وصحيح أن أولمرت نجح في تعيين مسؤولي شرطة جدد ( بما فيهم صديق شخصي) إضافة إلى وزير عدل يناسبه, ولكن هذا ايضا لن يضمن له حصانة كاملة.‏

وفي الوقت نفسه هو يجسد الحقيقة القديمة القائلة إن الشخص الذكي يعرف كيف يخلص نفسه من الورطة التي لا يسقط فيها الشخص الحكيم أصلا. إنه لا يمتلك أجندة, هو نفسه قال هذا, وهو رئيس حزب لا متبلور دون أعضاء ومؤسسات وجذور حقيقية في المجتمع. وأظهرت استطلاعات الرأي العام أن نسبة المؤيدين لأولمرت قريبة من أدنى معدل ( فقط وزير الدفاع من يغوص أدنى منه).أولمرت باق في السلطة فقط لأن الكثيرين يعتقدون بأن كل البدلاء المتوفرين أكثر سوءاً منه. رئيس وزراء انتهازي, متورط في وضع كهذا, يمكن بسهولة أن يحاول البدء بمغامرة عسكرية جديدة, على أمل أن تعيد له شعبيته المفقودة وتبعد الأنظار عن مشاكله الشخصية والسياسية وإذا كان هذا هو الهدف, فحقاً لا يهم كثيراً ضد من ستكون الحرب, ضد الفلسطينيين, اللبنانيين, السوريين أو الإيرانيين. الشيء الرئيسي أنها يجب أن تحدث بأسرع وقت ممكن, ومن الأفضل هذا الصيف على أبعد حد. وما تبقى هو إقناع الشعب بأن هناك خطر وجودي وفي بلدنا ليس هذا بالأمر الصعب كثيراً.‏

وكل هذا يذكر المرء بالطبع بقائد آخر (بارز) جورج بوش ومن الغريب كيف وجد هذان الاثنان نفسيهما في الوضع ذاته تقريباً.‏

النظام السياسي الأميركي يحوز على إعجاب الكثيرين في إسرائيل ومن وقت لآخر تتعالى الصيحات المنادية باتباع نظام كهذا من قبلنا أيضاً. قائد قوي ينتخب إلى حد ما بشكل مباشر من الشعب, ويعين وزراء أكفاء, وما الذي يمكن أن يكون أفضل من هذا?‏

ولكن يبدو أن النظام الأميركي قد خلق وضعاً رهيباً, فالرئيس بوش أمامه سنتان أخريان في منصبه, وفي هذه المدة يمكنه شن حرب ساعة يشاء, حتى ولو كان الشعب الأميركي قد أظهر بوضوح وخلال انتخابات الكونغرس اشمئزازه من حرب العراق, وكقائد أعلى لأقوى قوات مسلحة في العالم, يمكنه أن يوسع ويعمق الحرب في العراق وبنفس الوقت يبدأ حرباً جديدة ضد إيران أو سورية.‏

مجلسا الكونغرس بإمكانهما نظرياً تقليص نفقات القوات المسلحة, ولكن معظم أعضاء هذين المجلسين يخافون ويفقدون صوابهم (إن كان موجوداً أصلاً) لمجرد التفكير بعمل هذا.. وأي جندي مارينز في بغداد يمتلك شجاعة تفوق ما يمتلكه مجموع أعضاء المجلسين معاً. إنهم حتى لا يفكرون باتهام الرئيس بالتقصير.‏

وهكذا, رجل وحيد يمكنه أن يسبب كارثة عالمية, إنه لا يملك مكابح بل نزعة قوية تجاه الحرب لتحقيق رؤيته التي أملاها عليه الرب نفسه في محادثة خاصة) وتنميق صورته في التاريخ.‏

هل هذا أمر واقعي ? حسناً, الجيش الأميركي صغير جداً لقيادة حرب ثانية رئيسية. ولكن بوش ومستشاروه يؤمنون أن لا حاجة لذلك. فهم أبناء الجنرال الأميركي الذي تحدت في زمنه عن ضرب فيتنام وإعادتها للعصر الحجري. ولكن بعد كل شيء. تحقق هذا في صربيا وأفغانستان.‏

المحافظون الجدد, الذين يمتلكون السلطة العليا في واشنطن, قانعون بأن إمطار عدة مئات من القنابل الذكية على كل القواعد النووية, العسكرية. الحكومية والعامة في إيران يمكن أن يؤدي المهمة. أصدقاؤهم في اسرائيل سيصفقون استحسانا لأن هذا سيعفي اسرائىل من الحاجة لعمل شيء مشابه وإن كان على مستوى أصغر.‏

ولكن مغامرة أميركية أو اسرائيلية قد تكون كارثة, فالقنابل قد تدمر دولة, لا شعب مثل الإيرانيين, وفقط الخيال الجامح يمكنه رؤية كيف سيقوم مئات ملايين المسلمين في دول كثيرة ربما فيها جيراننا- بالرد على تدمير دولة مسلمة, إن هذا لعب بالنار يمكنه أن يشعل حريقاً عالمياً. بوش وأولمرت والحرب التالية.. النجدة!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية