|
شؤون سياسية كجزء من استراتيجيتها المستديمة لإضعاف الجانب الفلسطيني بهدف تقليص طموحاته الوطنية بل ودحرها نهائياً إن أمكن.ماهو مستغرب موقف الإدارة الأميركية الحالية التي لايحتفظ سجلها بأية واقعة أو موقف يشير إلى تبنيها أو اهتمامها بقضية السلام في المنطقة. الإدارات الأميركية المتعاقبة دأبت على مقاربة موقفها من أي مستجد في عملية السلام بحسب الموقف الإسرائيلي... أما الإدارة الحالية فقد ذهبت منذ زمن إلى أبعد من ذلك بأن جعلت موقفها متخلفاً عن الموقف الإسرائيلي نفسه الذي يناور حالياً بالقول إنه سيتعامل مع جزء من السلطة الفلسطينية في حين أعلنت واشنطن أنها ستتعامل مع وزير واحد فقط في الحكومة الجديدة! على أية حال, الحكومة الفلسطينية بدت مقنعة لجميع دول العالم باستثناء أولمرت وبوش اللذين لأسباب موضوعية وأخرى ذاتية خاصة بكل منهما غير معنيين وغير قادرين على اتخاذ أية خطوات لتحريك العملية السياسية في المنطقة على أي من مسارات التفاوض بين العرب وإسرائيل. أولمرت رئيس الوزراء الضعيف الملاحق بتهم الفشل في حرب لبنان وفضائح المتاجرة بالأراضي والذي يضغط عليه أعضاء حزبه لتقديم استقالته من الحزب ومن الحكومة التي تئن هي الأخرى تحت فضائح واخفاقات مماثلة تطول الكثير من وزرائها لتصل إلى رئيس الكيان نفسه.. أولمرت هذا أعجز من أن يتخذ أي قرار بشأن السلام ولعل قراره يكون في وجهة معاكسة باعتبار أن التصعيد هو دائماً المخرج المفضل للضعفاء والمأزومين. أما بوش الغارق حتى أذنيه بالمأزق العراقي, فإن آخر مايؤرقه هو إحلال السلام في الشرق الأوسط.. والمحاولات الخجولة التي بدرت من إدارته في الآونة الأخيرة بهذا الشأن إنما كان هدفها مسايرة البعض دون أن تمتلك هذه الإدارة أي اهتمام جدي للإقلاع بهذه العملية والوصول إلى نتائج ملموسة. الرهان الفلسطيني في المرحلة ا لمقبلة يجب أن يقوم على تحصين ا لموقف الداخلي والانطلاق منه نحو كسب المجتمع الدولي الذي بدأ يتفاعل بشكل إيجابي مع الوضع الفلسطيني بما في ذلك الحكومة الجديدة.. ويجدر بالعرب وهم متجهون لعقد قمتهم المقبلة أن يتخذوا قراراً لا لبس فيه يقضي برفع الحصار المفروض ظلماً على الشعب الفلسطيني منذ ماينوف عن عام.. على الأقل أسوة بالنرويج التي ا تخذت مثل هذا القرار الشجاع دون أن تنتظر إذناً من أحد. |
|