تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ألفة التلفزيونية

رؤية
الأحد 25 /3/2007
محمد قاسم الخليل

نكأت وفاة الأديبة الكبيرة ألفة الأدلبي جراح العلاقة بين الأدب والدراما التلفزيونية , فرغم وجود مئات القصص والروايات السورية الشهيرة لم ينقل إلى الشاشة الصغيرة سوى عدد قليل من منها , و كانت الدراما المأخوذة عن الأدب السوري بين أفضل الأعمال التلفزيونية , ونذكر منها أسعد الوراق وبسمة الحزن وزقاق المايلة , ونعيد إلى الذاكرة أيضا أن مسلسل ( نهاية رجل شجاع ) المأخوذ عن رواية لحنا مينة فتح أبواب الفضائيات العربية أمام الدراما السورية .

ولم يأخذ التلفزيون السوري من أدب الراحلة الفت الأدلبي سوى مسلسل يتيم وتمثيلية تلفزيونية , وكان المسلسل عن روايتها ( دمشق يا بسمة الحزن ) بتوقيع المخرج لطفي لطفي , وعندما تم إنتاج المسلسل رأى القائمون على الدراما التلفزيونية أن يكتفوا بعنوان ( بسمة الحزن ) اسما له وبقيت دمشق خارج عنوان المسلسل .‏

وعندما سألنا آنذاك عن سبب استبعاد اسم دمشق من عنوان المسلسل قالوا : ليس من المناسب أن نقرن بين دمشق والحزن , مع أن صبرية في الرواية هي دمشق المدينة التي تعدد أبناؤها بين من يضحي ويستشهد من اجلها , وعاق جحدها فكان كعدوها , و متردد غلب مصلحته الخاصة على مصلحتها وتركها لمصير بائس في النهاية .‏

وسبق نقل رواية ( دمشق يا بسمة الحزن ) إلى الدراما التلفزيونية في عام 1992 محاولة خجولة قبل عشر سنوات عندما أنتج التلفزيون السوري في عام 1982 تمثيلية تلفزيونية عن قصة لها بعنوان ( الستائر الزرق ) بتوقيع المخرج جميل ولاية .‏

وحدثت آنذاك مفارقة من نوع أخر في العنوان أيضا سببها التقنيات , فقد كانت تمثيلية ( الستائر الزرق ) أول عمل ملون في التلفزيون السوري , ولأنها التجربة الأولى لم تكن نتيجة الألوان كما يشتهي أصحابها , فاكتفى القائمون على الإنتاج آنذاك بعنوان (الستائر) واستبعدوا كلمة( الزرق ) الواردة في عنوان قصة ألفة الأدلبي.‏

وبالمناسبة هل يقوم التلفزيون السوري بمناسبة وفاة أديبتنا الكبيرة بإعادة بث مسلسل بسمة الحزن وتمثيلية الستائر , وهي كما نعرف من الأعمال المميزة التي لم تأخذ نصيبها من تكرار العرض كما هو حال الأعمال المحظوظة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية