|
خارج السرب وسرعة هذا التحول ونطاقه يتحكم بهما الى حد بعيد القدرة على مواجهة تحديات هذه المرحلة الانتقالية وتوفير بدائل للأدوات التي يعتمدها نظام التخطيط المركزي لتحقيق الاستقرار الاقتصادي الى الوسائل التي يوفرها نظام اقتصاد السوق الاجتماعي عبر إطلاق الطاقات الكامنة وتحقيق قفزة نوعية في الاقتصاد تنعكس تحسنا في مستوى المعيشة بفضل النمو الاقتصادي والذي يعد مرادفا لزيادة كمية ونوعية وتنوع السلع التي تصبح متاحة في الاقتصاد الوطني. يتطلب تحقيق القفزة الاقتصادية تحقيق نمو اقتصادي وبنسبة عالية لعدة سنوات متتالية وقد أفرزت البشرية عدداً من التجارب الهامة في هذا المجال التجربة الاوروبية خلال الثورة الصناعية والتجربة اليابانية وتجربة دول جنوب شرق آسيا واخيرا التجربة الهندية. تبين الابحاث الحديثة فيما يعرف بنظرية النمو الجديدة ان الفروق التكنولوجية هي التي تفسر أساسا الاختلافات في تجربة النمو وفي هذا المجال يجب التفريق بين المعرفة والتكنولوجيا فما يحدث التغير هو تراكم رأس المال المادي من تجهيزات وآليات ورأس المال البشري فكلاهما يجعلان الوصول الى المعرفة التكنولوجية المتنامية واستعمالها ممكنين وتظهر الدراسات التجريبية ان تأثير رأس المال البشري هو العامل الحاسم في تحقيق النقلة النوعية. غير ان المقاييس المعتادة لتراكم رأس المال البشري مثل معدل الالتحاق بالمدارس لا تعكس تقدم البلاد التكنولوجي وديناميكيته ولاشك ان التعليم والمهارات الهندسية تعتبر من الشروط الأساسية للبراعة التكنولوجية ولكنها لا تحدد في حد ذاتها الوتيرة التي يتم بها تحسين التكنولوجيات واستخدامها في الأنشطة الانتاجية وتبين تجربة الكثير من الدول التي اتبعت نظما تعليمية تركز فقط على كم المتخرجين من مؤسساتها التعليمية ان الانجازات التعليمية والعلمية بل الهندسة يمكن ان تخفق في التأثير ماديا على الأداء الاقتصادي وكثير من الدول النامية تعم فيها البطالة بين النخبة من مهندسين واطباء على الرغم من قلة المعروض من العمالة المتعلمة والماهرة والخبرات الفنية مما يؤدي الى هجرة الكثير من هذه الكفاءات. ان هناك علاقة قوية بين رأس المال البشري والجهود الابتكارية ونمو الانتاجية والنجاح في هذه العلاقة يحول انفتاح الاقتصاد على التجارة العالمية الى فرصة للمنافسة والتواصل مع بيئة تحمل تحديا يوميا يواجهه تفاعل بين رأس المال المادي والبشري يزيد من الديناميكية التكنولوجية بفضل تعرض المنتجين المحليين لمنتجات مختلفة تنعكس زيادة في القدرة التنافسية بفضل زيادة الديناميكية التكنولوجية مما ينعكس زيادة في النمو الاقتصادي. |
|