|
رؤيـة لم تكن الشهادة والشهداء عند السوريين يوماً حالة طارئة, إنما تغلغلت في تاريخهم منذ الأزل.. فمن هنا من دمشق كانت الكوكبة الأولى في 21 آب 1915 والكوكبة الثانية من الشهداء في السادس من أيار عام 1916 ليصبح عيد الشهداء مناسبة وطنية يحتفل به في السادس من أيار من كل عام. عيد الشهداء لانحتفي به أبداً بل نعيشه قولاً وفعلاً، فلم يمر يوم إلا وفيه شهيد أو أكثر في سورية, تمر مواكبهم في أنحاء الوطن وقد طوقت أعناقهم بأكاليل الورد والغار.. ملتفون بعلمهم السوري الشامخ.. لتبقى جثامينهم سياجا يزنر حدود الوطن من أقصاه إلى أقصاه. في وطني ليوم الشهيد حكاية أخرى لاتشبه مثيلها من الحكايات, هي فعل وطني بامتياز وأسطورة من أساطير البذل والتضحية والعطاء اللامحدود تفوق قاموس الوجود.. لتزرع لحظة أمل جديدة.. ويوم مشرق في حياة الوطن. شهيدنا هو حياتنا وذاكرتنا ووجودنا... هو المسكون بقيم العطاء والمحبة والتفاني... هو الدرب الذي سنسير على ذكراه... وهو الذي وصفه القائد المؤسس ذات يوم حيث قال (الشهيد هو الإنسان العظيم الذي عاهد فصدق، دعاه الوطن فأسرع، قاتل فاستبسل، قارع العدو فأبدع، ومن أجل أن ينتصر الوطن والأمة قرر الشهادة واستشهد). |
|