|
متابعات سياسية والذين كتبوا بدمائهم الطاهرة صفحات مضيئة في تاريخ سورية وأسسوا لثقافة المقاومة والممانعة ضد الغزاة والمشاريع الاستعمارية فكانوا مشاعل نور أضاءت للأجيال القادمة طريق النضال ومواجهة التحديات والحفاظ على الثوابت الوطنية. الشعب العربي السوري وعبر تاريخه النضالي الطويل قدم الكثير من قوافل الشهداء ضد الاحتلال العثماني وحتى الآن وأضاف إلى قافلة الشهداء الأولى على يد السفاح التركي جمال باشا قوافل أخرى ناضلت ضد المستعمر الفرنسي والكيان الصهيوني والآن يقدم الشهداء ضد الإرهاب الوهابي التكفيري الذي يستخدم كذراع عسكرية بيد القوى الاستعمارية وملوك ومشايخ وأمراء البترودولار وحكومة أردوغان حفيد العثمانيين الإرهابيين وبالتالي فإن إحياء ذكرى عيد الشهداء تحول ليشمل جميع شهداء الوطن الأبرار أولئك الذين ضحوا بأغلى ما عندهم في سبيل الحفاظ على عزة وكرامة وسيادة سورية. لقد اعتقد الحاكم العثماني لبلاد الشام جمال باشا السفاح أن إعدام كوكبة من المثقفين والمفكرين والمناضلين السوريين في عامي 1915 و1916 الذين طالبوا بالاستقلال ودعوا للنضال ضد المستعمر العثماني يمكن أن يكسر إرادة شعبنا ويدفعه للقبول بالأمر الاحتلالي الواقع وبالتالي يخمد جذوة النضال الوطني لكن هذه الإعدامات كانت الشرارة الأولى للثورة العربية التي طردت المحتل العثماني ومن بعده المحتل الفرنسي لتنال سورية استقلالها بعد أن قدم السوريون قوافل الشهداء الذين واجهوا المستعمرين بكل شجاعة فاستحق الشهداء الخلود والتمجيد. ما أشبه الأمس باليوم ففي ذكرى عيد الشهداء هذه السنة مازالت سورية تخوض معارك الشرف والكرامة ضد المتآمرين والعملاء وأذرعهم الإرهابية للسنة الخامسة على التوالي وكما توهم السفاح العثماني جمال باشا توهم أعداء سورية من القوى الاستعمارية أن نشر الإرهاب والتستر على جرائم الإرهابيين عبر تزويد التنظيمات الإرهابية بكل أدوات القتل والتدمير ورفع شعارات مزيفة للتستر على مجازرهم وأعمالهم الإرهابية يمكن أن تكسر إرادة الشعب السوري وتجبره على التخلي عن ثوابته الوطنية وبالتالي يمكن تمرير مشروع الشرق الأوسط الجديد التقسيمي الذي يهدف إلى تقسيم سورية إلى كانتونات صغيرة متناحرة فيما بينها لكن الشعب السوري الذي تجذرت في وجدانه ثقافة المقاومة ومعاني الشهادة وقيم التضحية والفداء أفشل أوهام الأعداء بصموده الأسطوري وبذله الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً وتكريس الثوابت الوطنية وفي مقدمتها السيادة والاستقلال والقرار الوطني المستقل ورفض التدخل في شؤون سورية الداخلية من أي جهة خارجية. لقد تكالبت قوى الاستعمار خلال السنوات الخمس الماضية على شعبنا الأبي السوري وحاولت عبر زرع بذور الفتنة وبث الفوضى لتدمير الدولة السورية لكنه كرس قيم الشهادة والشهداء من خلال دفاعه عن وطنه وقدم أنموذجاً يحتذى به في التضحية والفداء وقد تجلت الوحدة الوطنية في أبهى صورها حيث قدمت المدن والقرى السورية من شمالها إلى جنوبها قوافل الشهداء دفاعاً عن كرامة وعزة الوطن وأفشلت بذلك أخطر مخطط عدواني إرهابي تتعرض له سورية من خلال الصمود والالتفاف حول القيادة والجيش البطل الذي يحقق الإنجازات على فلول الإرهابيين أينما وجدوا على الأرض السورية. الصمود السوري الأسطوري خلال عمر الأزمة المفتعلة في سورية كان من أحد أهم روافعه الأم السورية التي أعطت دروساً في التضحية والفداء والعزة والكرامة فكانت تستقبل ابنها الشهيد بنثر الأرز والورود وإطلاق الزغاريد وعبارات وطنية تهز الوجدان والضمير معتبرة إياه فداء الوطن واستعدادها لتقديم ما تبقى من الأبناء دفاعاً عن سورية. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عمق الانتماء للوطن وأن الوطن يعلو ولا يعلى عليه لتسجل الأم السورية أيضاً صفحة مشرقة في تاريخ سورية النضالي وتعزز ثقافة المقاومة والشهادة لتحقيق الانتصار على الأعداء وحماية الوطن من مخططات الأعداء. وإذا ذكرنا الأم السورية فإننا بالتأكيد نقدر دور كل سوري شريف تصدى بطريقته الخاصة إن كان في المعمل أو الجامعة أو المدرسة أو في مكان عمله، فالسوريون بمختلف شرائحهم وفعالياتهم جسدوا الوحدة الوطنية التي شكلت مع القيادة والجيش العربي السوري مثلث الصمود الأسطوري الذي تمثل قيم الشهادة والبطولة والتضحية وقدم قوافل الشهداء لتبقى راية الوطن عالية خفاقة. في ذكرى عيد الشهداء نوجه تحية إجلال وإكبار لأرواح شهداء سورية ولرجال الجيش العربي السوري البطل ونعاهد الشهداء الأحياء عند ربهم الساكنين في قلب وذاكرة ووجدان وضمير كل سوري شريف على استكمال مسيرة النضال والدفاع عن سورية حتى تطهير سورية من رجس الإرهاب والإرهابيين وإسقاط مشاريع أسيادهم العدوانية وتحرير الأرض المغتصبة ولتبقى سورية منيعة وعصية على الغزاة والطامعين. |
|