|
مجتمع للمناسبة حكاية والسادس من أيار عنوان المنارة .. فبأي مفتاح سنفتح عناوين المجد ،ومن أي البوابات ندخل إلى عالم السخاء والكرم والتضحيات ..فالحروف تتسابق لاتهدأ لاتتوقف كما دقات القلب ..كيف لا وجلال الشهادة والشهداء يتقدم الذكر والنبل والسيرة الحسنة .. من قلب الموت ومن عمق الثبات جنود أباة ورجال فكر وسياسة وعلم ، خلعوا عن كاهلم مخلفات الاستعمار القديم والحديث وساروا بفكر الوطن وهم المجتمع حيث يكون العز وتقف الكرامة ويظهر المعدن والجوهر لصفاء من اختار عشق الوطن وتزين بمعانيه وتطهر بقدسيته .. عذرا منك ياأيار أيها الشهر الجليل كما كل الشهور فأيامك لم يعد يختصرها السادس منه بل أصبح يوما دائما في حياة السوريين مايقارب الخمس سنوات ..لايهم كيف يكون الموت وعلى أي طريقة أرادها الغازي والمعتدي والمستعمر وكل خسيس في الداخل والخارج .. نخبركم ياأصحاب المقامات العالية وأنتم الذين واجهتم وقاومتم بكلمة الحق بالقول والفعل وأنتم تعتلون أعواد المشانق غير آبهين خائفين طالما الوطن يستحق أن تكون الودائع من مراتب الشرف والإخلاص والإيمان المطلق بأن الأوطان لاتباع ولا تشترى ولا يراهن عليها ولا يساوم .. بل تفتدى بالأرواح ويضحي المرء من أجلها بكل مايملك.. هي معادلة الحياة عند الشرفاء والمتبصرين بحقيقة الأشياء .. اليوم سورية اليوم تعلق على جبينها وعلى جميع عتبات منازلها وحاراتها وشوارعها ومدنها أجمل أيقونات الخلود شهداء أكملوا مسيرة عزكم ووفائكم للأرض والوطن .. شهداء بمرتبة وطن وشهادة امتياز بمرتبة بقاء وخلود في ضمير الشعب ووجدان الأمة .. هم اليوم حراثها المؤتمنون على كبريائها وكل تفاصيلها ... شهداء أحياء من شعب وجيش ورجال فكر يرددون صباح مساء سندافع عن هذه الأرض السورية بكل ماتعنيها الحروف حتى آخر قطرة من دمائنا ، كي لايعود الوجه القبيح للمحتل العثماني التركي والمستعبد الغربي الذي كان لهم اليد الطولى في تخلف المنطقة وجهلها وتعصبها وتفككها .. لذلك كله انتفضت سورية منذ الأزل ومازالت تنتفض وترفض وتقاوم مشاريع الهيمنة والتقسيم والتجزئة كي تضيء دروب العتمة بفكر وعزيمة أبنائها وجنودها الذين غيروا بدمائهم وحبهم وجه التاريخ ولون الحياة . فللشهداء في عيدهم على مدار العام ابتسامة طفل ودع أباه قبل ولوج الصباح ، وآخر لم يراه بعد فغفت عيونهم على وسائد الفراق .. سلام من قلب أم أصبحت هي من تعد وتحرض وتدفع بأبنائها من ذكور وإناث للقيام بواجب الوطن وهي التي لم تعد تكتفي بأكثر من شهيد .. سلام من عيون أب يرمق أحبابه وهو يزرعهم في حدائق قامات السنديان سلام من قلب الوطن إلى روحه وجسده وفي كل عنوان سلام عليكم ياشهداءنا الأطهار |
|