|
مجتمع ففي مثل هذا اليوم من نحو قرن من الزمن أزهر الياسمين الدمشقي بلون قانٍ، واستيقظ السوريون على خبر إعدام جمال باشا السفاح لنخبة من رجالات الفكر والأدب والسياسة في كل من دمشق وبيروت... ممن رفعوا لواء الاستقلال والحرية، متحدين الظلم والاستبداد، فانضموا إلى قوافل الشهداء، وعبَّدوا طريق المجد لقوافل متتالية لحقتهم إلى دنيا الخلود لتسجل تاريخ الوطن بأحرف من نور ونار. واليوم يسطِّر أبناء سورية أروع ملاحم البطولة والفداء ضد قوى الإرهاب العالمي وأذنابه من مستعربين وأشباه أزلام باعت ضمائرها مقابل حفنة من الدولارات، وأصبحت ذكرى الشهداء واقعاً نعيشه... فكل يوم نزف شهيداً وتكلل نعشه بأكاليل الورد والغار، ونسمع صدى زغاريد الأمهات يصدح في عرس الأبناء الأبرار، أولئك الأبطال.. الناسكون في معبد الوطن، المسكونون بقيم المحبة والعطاء والسمو، والذين سلكوا طريق المجد، واستعذبوا الموت في سبيل عزة واستقرار الوطن، لينعم أبناء سورية وأحفادهم بحياة حرة كريمة.. ولا تزال قوافل الشهداء مستمرة حتى تطهير بلادنا من رجس الإرهاب ومموليه. في السادس من أيار تقف اللغة حائرة في حروفها، فكل البلاغة أدنى من تصويركم، وكل الكلمات قاصرة عن وصف عظيم تضحياتكم... أنتم ياقدس الأقداس، وطهر الجباه، وصناع الحياة، يا من عشقتم تراب سورية وآثرتم أن تضموا من عشقتم وتذوبوا به. تحية لأرواحكم الطاهرة يا أكرم مَنْ في الدنيا وأنبل بني البشر، وإنّا على درب الشهادة لسائرون حتى تحقيق النصر القريب. الرحمة لشهدائنا الأبرار والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال الميامين. |
|