تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مواكب العزة والفخار..

حديث الناس
الأربعاء 6-5-2015
محمود ديبو

هو الوطن عندما يعلو ولا يعلى عليه وفي لحظة تشتد فيها الخطوب والمحن تُبذل الدماء والأرواح رخيصة في سبيل الدفاع عنه وصون عزته وكرامته..

ومع تواصل مواكب شهداء الجيش العربي السوري الميامين الذين خاضوا معارك الشرف في مواجهة موجات الإرهاب والتكفير التي تحاول النيل من صمود سورية، تبدو الحقيقة أجلى وأكثر وضوحاً..‏

فهؤلاء هم أبناء الوطن الذين لبوا النداء وهبوا للذود عن تراب سورية الغالي، فسطروا أروع ملاحم البطولة والفداء، وبأجسادهم الندية وقلوبهم التي ملأها حب الوطن، أفشلوا كل مشاريع التآمر والهيمنة الصهيو أمريكية الطامعة ببلدنا، والطامحة لنهب خيراته وثرواته والسيطرة على كل شبر من أرضه الطيبة...‏

وشهداء اليوم هم امتداد لشهداء الأمس الذين امتزجت دماؤهم الطاهرة بتراب أرض سورية بعد أن تلاقت الإرادة والعزيمة والإيمان بالوطن، فبالأمس اندحر العدوان والاحتلال بتصميم وإرادة أبناء الوطن وبتضحياتهم وكانت دماء الشهداء منارة للأجيال تنبئهم بأن الوطن هو الأعز وأن من يفقد وطنه فقد كل شيء..‏

وما أشبه اليوم بالأمس فالعدوان وإن اتخذ أشكالاً مختلفة فهو واحد وأطماعه هي نفسها التي جاء بها قبل عقود، لكن عزيمة أبناء الوطن أيضاً واحدة لا ترضخ ولا تلين ولا تقبل بأن يدنس الأعداء أرضهم الطيبة..‏

فبعد أكثر من أربع سنوات على هذه الحرب العدوانية الظالمة التي تآلفت فيها كل قوى الشر والعدوان وتحالفت لتضرب صمود وطننا الغالي وتنال من مواقفه القومية والوطنية الثابتة، ما تزال مواكب الشهداء تتوالى لتعلن للعالم أجمع أن السوريين لا يقبلون الذل ولا الخنوع وأنهم نذروا أرواحهم ودماءهم للدفاع عن كل شبر من أرض الوطن..‏

وستبقى سورية عزيزة قوية بصمود أبنائها وتمسكهم بأرضهم التي خرجوا منها، ولن يبخلوا على هذه الأرض بأي تضحيات، وستبقى دماؤهم وأرواحهم رخيصة حتى يتم تطهيرها من رجس المعتدين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية