|
استراحة فالأدلة الأثرية ترجع أصول الخيول العربية إلى 4.500 سنة، فعلى مر العصور، بدأت الخيول العربية من الجزيرة العربية وانتشرت في باقي بلدان العالم، إما عن طريق التجارة أو الحروب، كما تستخدم للتناسل مع السلالات الأخرى لتحسين قدرات تلك السلالات على الصبر والدقة والسرعة، وتمتلك عظاماً قوية ودماً عربياً أصيلاً، لذلك تعتبر الخيول العربية الأكثر حضوراً حالياً في سباقات ركوب الخيل. الخيول العربية نشأت في الصحراء على يد البدو العرب الرحل، وغالباً ما كانت تعيش معهم في الخيام لتوفير المأوى والحماية، هذا الارتباط الوثيق بينها وبين البشر جعلها أكثر تعلماً وطاعة لهم، حيت كان يستخدمهم العرب في الحروب، وهذا ما يدفع مربي الخيول حالياً للالتزام مع الخيول العربية بنفس الطريقة التقليدية المعتمدة على الاحترام.
سأتناول في هذا الباب وصف جميع أعضاء الجواد مبيناً المحاسن والعيوب ومشيراً إلى دلالاتها وعلاقتها بالجمال والقوة وسرعة الجري، مؤيداً آرائي بما قالته العرب في القديم والحديث مقدماً في خلاصة تجاربي ومعلوماتي. 1 - الرأس رأس الجواد من أهم أعضاء جسمه وهو تاج المحاسن، ومن تركيبه يستدل على نجابته وعتقه ونشاطه وأخلاقه، ويستحب في الجواد عظم الرأس وتناسبه مع الجسم ورقة جلده وتجرده من اللحم ورحابة الجبهة وسعة الشدق، فجمال الجواد برأسه، وقوته بظهره وقوائمه، وسأبدأ بوصف الأجزاء التي يتألف منها الرأس. 2 - الأذنان ولهما أهمية كبرى لما يتمتعان به من قوة سمع وحسن ويستحب في الجواد رقة الأذنين وطولهما وانتصابهما ودقة أطرافهما بما يشبه القلم والجواد النجيب كثير حركة الأذنين ونلاحظ ذلك أثناء ركوبنا عليه والخيل بصورة عامة قوية السمع حتى أنها تسمع وقع حوافر الخيل القادمة من بعيد وتنبه أصحابها إلى القادمين عليهم قبل أن يظهروا فهي بهذه الحالة تقوم مقام جهاز الرادار وخاصة في الليل فهي تنبه فرسانها لكل حركة تشعر بها من حولها ويدل انتصاب الأذنين على احتفاظ الجواد بقوته وعلى العكس من ذلك فإنه عندما تتلاشى قواه تأخذ أذناه بالارتخاء. 3 - العينان يجب أن تكونا كبيرتين كحلاويين مملوءتين حدة صافيتين براقتين رقيقتي الجفنين بعيدتي النظر تنمان عن ذكاء وانتباه مع اتساع ما بينهما وبعدهما عن الأذن. 4 - الجبهة الجبهة وهي جبين الفرس وفيها سر جمال وجهه ويحسن أن تكون عريضة مسطحة واسعة مستديرة الأطراف لأن جمال الجواد العربي يقوم على الدوائر لا على الزوايا كالجياد الإنكليزية. 5 - الخدان يستحب أن يكونا مستديرين أملسين مع قلة لحم الوجه ظاهري العروق مع اتساع ما بين الحنكين يصلح أن يكون منامة للأرنب. ومن محاسن الوجه أن يكون عظما الناهقين بارزين وهما عظمان في الخدين تحت مجرى الدمع في العينين. 6 - الأنف ويستحب أن يكون مستقيماً طويل القصبة متصلاً بالجبهة دون تحدب وفتحتا الأنف يقال لهما المنخران ويجب أن تكونا متسعتين حتى يسهل على الجواد التنفس وأن تكونا مستديرتين رقيقتي الحواشي متباعدتين لأن الجواد يتميز بطاقة رئوية هائلة وأن الخيل لا تستطيع الاستعاضة بأفواهها للتنفس وعلى هذا فهي تعتمد كلياً على منخريها. المعنى: أن فتحة أنفها واسعة. |
|