|
دراسات وضرورة الحصول على 50 بالمائة من الاصوات لاصدار اي قرار- لكن ما يسمى الديمقراطية الاسرائيلية هو تطبيق للاجراءات الديمقراطية دون المثل الاعلى الديمقراطي, وبعدئذ يتم استبعاد العرب. واذا ما اخذنا الجانب الاقتصادي في هذا الاطار معتمدين في ذلك على مقالات - جوناثان كوك- في (Alahram Weekiy - الاهرام الاسبوعي) فقد اوضح تقرير لمركز- أدفا- للمساواة بتل ابيب في السنة الماضية ان اسوأ 36 نقطة سوداء للبطالة كانت في المجتمعات العربية . ورغم ان نسبة البطالة في اسرائيل تدور حول 10 بالمائة, الا ان كثيرا من المجتمعات الفلسطينية تعاني من بطالة رسمية تصل الى 20 بالمائة وذلك بعد تعديل الارقام لتقليل نسبة بطالة العرب ولا يتمتع المواطن الفلسطيني بأي نوع من الحماية من التمييز ضده في اماكن العمل. وقد كشف اخيرا عن ان العمال العرب العاملين في امتداد مبنى الكنيست بالقدس يجبرون على ارتداء خوذات بها علامة صليب احمر للتمييز بينهم وبين العاملين غير العرب, ولمساعدة القناصين على تتبع تحركاتهم . وهناك امثلة عديدة لا تحصى لعمال تم فصلهم من العمل لاستخدامهم اللغة العربية اثناء العمل . ولنضرب مثلا آخر بالاعلام, قد لا يكون من المعروف لدى الكثيرين ان اسرائيل لم تضمن ابدا في قوانينها حق حرية التحدث. فوفقا لقانون الطوارئ الموروث من حكم الانتداب البريطاني- تنظيم الصحافة عام 1933- يحق للحكومة ان تغلق اي صحيفة في اي وقت وبدون ابداء الاسباب. وقد تم اتخاذ هذا الاجراء بشكل متكرر منذ قيام اسرائيل ضد اعلام المنشقين العرب. والهدف الحقيقي لهذه الاجراءات هو اسكات هذه الاطراف من الاعلام العربي التي تتبنى مواقف انتقادية . ويتم استبعاد الصحافيين العرب وبشكل غير رسمي او رسمي من اي وظائق في مجال الاعلام العبري, حتى الدنيا منها. فقانون الاذاعة العبرية مثلا يعرف دور الاعلام بأنه يمثل المجتمع اليهودي, ويدعم الثقافة اليهودية المتحدثة بالعبرية ويعمل على تأسيس رابطة بين يهود اسرائيل ويهود الشتات ( دياسبورا Diaspora) . وعلى الرغم ايضا من ان اللغة العربية هي لغة من لغات الدولة الرسمية, الا ان وضعها ادنى بكثير من اللغة العبرية- اللغة الرسمية الاخرى للدولة. واللغة الانكليزية التي تعد لغة غير رسمية للدولة . فقليل جدا من اليهود هو من يتعلم اكثر من اساسيات اللغة العربية بالمدرسة .بينما يدرس الطلاب الفلسطينيون اللغة العبرية كمادة اساسية حتى نهاية المرحلة الثانوية . وماذا عن التعليم في الدولة الصهيونية الديمقراطية العنصرية? من المعروف انه يتم الفصل في اسرائيل بين تعليم اليهود والعرب حتى بدء المرحلة الجامعية . ويتم تبرير ذلك بأن لكل من الشعبين لغة وثقافة مختلفة وانهما يعيشان في مناطق جغرافية متباعدة ,لكنه من ناحية اخرى, يبرر ايضا التوزيع المختلف للموارد. فبسبب المعدلات الاعلى لتزايد السكان العرب يمثل الطلاب العرب نحو ثلث مجموع الطلاب بينما تتلقى مدارسهم 7 بالمائة فقط من ميزانية وزارة التربية والتعليم . ويزيد من تأثير هذا التمويل غير المتكافئ التوزيع المتدني للغاية للمجالس المحلية في المناطق العربية, التي تساهم بدورها في ميزانية التعليم . واظهرت اجهزة الامن اهتماما متواصلا في تشكيل تعليم الاقلية الفلسطينية ,لضمان ألا يتمكن الاطفال العرب من التعرف على تراثهم وتاريخهم او هويتهم القومية. وكما ذكر مسؤول كبير في - شين بيت- لجريدة - هآرتس- اخيرا عن السياسات التقليدية لاجهزة الامن, ان - الشين بيت- لم تتدخل او تحدد تعيين المديرين والمعلمين فقط, بل كانت تقرر ايضا عمال النظافة الذين ينظفون المراحيض في مدارس العرب. كما انه مازال لها قسم مخصص للتحقيق في الاحداث التي تعتبرها- انشطة سياسية- وهي اي مناقشات تدور حول تاريخ فلسطين او الهوية الفلسطينية. والمناهج التي يتم تدريسها لاطفال العرب تختلف ايضا عن المناهج التي يتم تدريسها لاطفال اليهود, حتى عندما لا يكون هناك مبرر واضح لهذا التباين, فمثلا, لا يتم تدريس الادب العالمي في مدارس العرب, لكتاب ومؤلفين كشكسبير وتشيكوف او موليير . ويخشى محمود غنايم رئيس قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة تل ابيب ان يكون عدم تدريس الاداب العالمية جزءا من (محاولة الحكومة تكوين طالب عربي غير منفتح على العالم) . وهذا النقص لا تعوضه الاداب العربية العظيمة . ان المنهج الذي لم يتم تعديله منذ عام 1981 لا يضم معظم الشعراء الفلسطينيين المشهورين مثل محمود درويش وسميح القاسم وراشد حسين , اضافة الى كتاب فلسطينيين آخرين مثل غسان كنفاني . والعضو اليهودي الوحيد في لجنة عام 1981 التي اختارت قائمة الاعمال الادبية, صوت ضد اي اعمال قد (تثير روحا عدائية) . ومن الغريب ان اشعار محمود درويش موجودة بمناهج المدارس اليهودية, وان كانت نادرا ما تدرس. اما منهج التاريخ الموضوع لاطفال العرب فقدتم تحديده من قبل لجنة يهيمن عليها اليهود في عام ,1982 وهو نادرا ما يقترب من التاريخ الفلسطيني . والمدارس التي لا ترفع العلم الاسرائيلي او لا تجبر طلابها على غناء النشيد الوطني الاسرائيلي- الذي يتضمن كلمات تعرف الدولة من خلال الشعب اليهودي- يتم تهديدها بتقليص الميزانيات المخصصة لها . ورغم ان هناك تعليما مشتركا في المرحلة الجامعية, فإن الطلاب العرب لا يزالون مهمشين للغاية . فرغم انهم يمثلون 25 بالمائة من المواطنين في هذه الفئة العمرية ,إلا انهم يمثلون فقط 8% من طلاب الجامعات. ويزيد من صعوبة التحاقهم بالجامعة نظام التنسيق الذي يمنح نقاطا أعلى للغة العبرية. كما ان اي مقاييس اخرى مستخدمة لاختيار المرشحين تستخدم ايضا ضد الطلاب العرب لانها تكون منحازة ثقافيا ضدهم, كما تعتمد على اللغة الانكليزية التي يتعلمها الطلاب العرب كلغة ثالثة في مدارسهم بعد العربية والعبرية . ونسبة المحاضرين العرب في الجامعات اقل بكثير من عدد الطلاب, وتمثل 1 بالمائة فقط. ويتم تمويل وظائف المحاضرين واساتذة الجامعات من خلال جهة امنية, هي مجلس الامن القومي, ويطلب الى كثير من المحاضرين ان يقوموا بالتدريس في الكليات الحربية وكليات الشرطة كجزء من عملهم. اما المظاهرات التي يقوم بها الطلاب العرب في الجامعات فيتم قمعها بعنف , فجامعة حيفا التي يدرس بها عدد كبير من الطلاب العرب تطلب تصريحا قبل القيام بأي مظاهرة بعدة ايام. كما تكرر تعليقها وفصلها لقادة الطلاب العرب. ورفع العلم الفلسطيني خلال تلك المظاهرات يمكن ان يؤدي الى القبض عليهم من قبل الشرطة, اضافة الى عرقلة اسرائيل لأي محاولات حتى الآن لتكوين جامعة عربية . |
|