|
عين المجتمع وهذا واقع نعيشه وليس حلماً أو أمنيات، إنه واقع نشترك به مع غيرنا من المجتمعات حتى لو لم تكن تعيش حالة الحرب، نحن تتعبنا الحرب وغيرنا الغلاء والفقر، ففي قلب المنظومة المالية العالمية كما يصنعون الحروب، يضعون الأسعار على أهم الموارد التي نحن بحاجة إليها الغذاء، الماء، الطاقة، فيخلقون أزمات وهمية لتستمر سيطرتهم، يطالبون بتدابير التقشف، رغم أنه ليست هناك حاجة للمعاناة المالية، لاحاجة للفقر. فالحقيقة تقول ان هنالك ما يفيض عن حاجاتنا لكي تسير الأمور على أفضل ما يرام منذ ستين عاما، فالإنتاجية تزايدت بسرعة، بحيث تستطيع عائلات بأكملها العيش بشكل مريح مع دخل معيل واحد يعمل 10 ساعات فقط في الأسبوع. إلا أن ما يحصل واليوم وما تكشفه التقارير على مستوى العالم تدني دخل الأسرة وازدياد العنف ضد المرأة والطفل، رغم وجود الميزانيات الهائلة التي يمكن إنفاقها على التنمية والتعليم والصحة وفرص العمل. أيضا يسيطرون على وسائل الإعلام والتواصل وينشرون القضايا الاجتماعية المثيرة والساخنة والطائفية الدينية، فنقاتل بعضنا البعض بينما هم ينهبون ما لدينا. وإذا كنا على مستوى دولة صغيرة ومجتمع صغير كسورية تماسكنا في وجه وحوش المال، فكيف سيكون الأمر على مستوى أكبر؟ سيكون لدينا القدرة على بناء أي مستقبل ننشده بتضافر جهود الكثيرين لتغيير المنظومة العالمية للسرقة والفساد وننهض أفراداً ومجتمعات. |
|